السَّجِينَة2 - أمينة المريني

السَّجِينَة2
مازالَ الحِوارُ مُستَمِرًّا بَين الأَمَارَةِ
وطِينِهَا ... يُجيبُهَا الطِّينُ قائلاً:
 
 
أقولُ لِفاتِنَتي
والهَوَى قابَ قَوسَيْنِ عندَ الغَلَسْ
عَناقيدَ آهٍ
وَدَمْعٍ شَفيفٍ
تَلاَلاَ بَهِيًّا عُقُودَ قَبَسْ:
" تَبَرَّيْتُ مِنكِ
تَبَرَّيْ
تَحَرَّيْ سِوايَ
فمَا صَبْوتِي مُهْرَةٌ
تَمْخُرُ اللَّيْلَ بَين حِرابِ العَسَسْ
ودَربِي هَجيرٌ ...طَويلٌ
و مِن لَفْحِهِ كَمْ تَسامقَ
هذا النَّخِيلُ
و مِن صَخرهِ قد تَبرعَمَ رُوحِي النَّحيلُ ...
و دَربِي طَويلٌ
طَويلٌ
أُؤَثِّثُ ساعاتِهِ
نَفَسًا ...فَنَفَسْ ...
فَواحدةٌ ... لِرَحيقِ الجَوَى
ووَاحدةٌ ... لِمَجازِ الطَّوَى
ووَاحدةٌ ... لِصَحارَى النَّوَى
و أُخرَى
و أخرَى...لِرَيْحانَةٍ فوقَ قَلبي الّذي ما غَوى
يُفَتِّقُها لِلحَبيبِ المُثُولُ
وواحدةٌ
نَبضُهَا
فَيضُهَا
فَيْئُها
فجَّرَتْهُ الخُيولُ ...
وواحدةٌ أَمْرَعَتْ مِن تَباريحِها
رَبوَةٌ و تَهادتْ فُصولُ ..."
و قلتُ :
«أنَا ما عَوَتْ عِند لَيلِي فَيافٍ
و لا قارعَتْ نَزَعاتِي وُعولُ
و مالِيَ دَنٌّ تَعتَّقَ في عَتَماتِ
الخطَايَا
تَبَرَّيْتُ مِنكِ ...
تَبَرَّيْ
تَحَرَّيْ سِوايَ
تَشَهَّيْ
تَلَظَّيْ بِغَيري
تَشَظَّيْ مَرايَا
تَدَلَّيْ أَبَارِيقَ عِشْقٍ
مُقَطَّرَةً مِن أَنَايَ
و فاكِهةً لِلعبَارَةِ حِين تَضيقُ
فَيَكبُرُ ... يُورِقُ
في دَوْحَتَيْنَا الذُّبولُ "
و قلتُ:
" أنَا طَرَّزَتْنِي على ثَوبِ لَيْلِي
صبايَا أنامِلُها سَلسَبيلُ
سَكَبْنَ على شَفَةِالصُّبحِ شَجوًا
سُلافَتُهُ زَنْجَبيلُ
أنا لا أُحبُّكِ ، فاتِنَتِي
قد تبَرَّأَ مِنكِ لَهيبِي،ومائِي
وطِينِي الأَصِيلُ ...
أنا من فَنَيْتُ إذا ما هَوِيتُ
وأَدخَلنِي في الجَمالِ الذُّهولُ
أَقمْتُ لِقَلْبِيَ أَعْراسَ وَجْدٍ
علَى شَطِّ صَمتِي
مَتى انْكَسرَتْ في الدَّياجِي
القُفولُ...
© 2024 - موقع الشعر