ابتسم

لـ إيليا أبو ماضي، ، بواسطة غادة العلوي، في غير مُحدد

ابتسم - إيليا أبو ماضي

قال : " السماء كئيبة ! " و تجهّما
قلت : ابتسم يكفي التجهّم في السما !

قال : الصذبا ولّى ! فقلت له : ابتسم
لن يرجع ال|أسف الصّبا المتصرّما !

قال : التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنّما

خانت عهودي بعدما ملّكتها
قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسّما ؟

قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضّيت عمرك كلّه متألّما !

قال : التّجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما

أو غادة مسلولة محتاجه
لدم ، و تنفث ، كلّما لهثت ، دما !

قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها
و شفائها ، فإذا ابتسمت فربّما ...

أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في
وجل كأنّك أنت صرت المجرما ؟

***
قال : العدتى حولي علت صياحهم

أأسرّ و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمّهم

لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما !
***

قال : المواسم قد بدت أعلامها
و تعرّضت لي في الملابس و الدمى

و عليّ للأإحباب فرض لازم
لكنّ كفّي ليس تملك درهما

قلت : ابتسم ، يكفيك أنّك لم تزل
حيّا ، و لست من الأحبّة معدما !

***
قال : اللّيالي جرّعتني علقما

قلت : ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعلّ غيرك إن رآك مرنّما

طرح الكآبة جانبا و ترنّما
أتراك تغنّم بالتّبرّم درهما

أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟
يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن

تتثلّما ، و الوجه أن يتحطّما
فاضحك فإنّ الشهب تضحك و الدجى

متلاطم ، و لذا يحبّ الأنجما !
قال : البشاشة ليس تسعد كائنا

يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت : ابتسم ما دام بينك و الردى

شبر ، فإنّك بعد لن تتبسّما !
© 2024 - موقع الشعر