الغربة - محمد حسين المويزري

ينتابني من صادق الشوق مرات
ما يثلج الصدر و يبدد همومه

لحظات تاخذني على بعض الأوقات
يوم ٍ بالي هادي الفكر يومه

لأحباب تمنعهم حدود و مسافات
وأصحاب ٍ ادناهم تنومس علومه

تجمعوا مابين شكوى ونبضات
لين استقروا في عوالي رجومه

سوالف اسمعها بصدري وضحكات
يفرح بها الجالي على غير قومه

مالي على ضيوفي معاتب وشرهات
حلوا هلا والكل شرف قدومه

ليلة سمر جبت قديم الحزازات
يسهر لها جفن ٍ جزع منه نومه

امطر عليها حروف وتنبت أبيات
تزهر جراهيد الورق من وسومه

رياض وجنتها قصيد ورحابات
خالج عبقها فيض نفسي ولومه

فيها من القيصوم و الشيح جنات
وفيها من شيوخ النبات وقرومه

يلقى بها من يعرف الشوق لوعات
و يحيط مغزاها بغزرة علومه

هيهات اجردها على الكل هيهات
من لا ارتقا مالي بهزة كمومه

عيا جملها إلا الدروب الطويلات
ينفي خبث حيرانها في سمومه

أما مقاديم ٍ تبنا و ذريات
ولا يكفي من هل السوق سومه

نيشانها نجوم ٍ تقود المجرات
و رمايها صابت مضارب سهومه

بين ظلام الليل عن بعض الأصوات
وعسعس علي وغارت أكبر نجومه

ينتابني شعر وخيال ومتاهات
اثلج بها صدري وابدد همومه

© 2024 - موقع الشعر