أَتُنكِرُ يا ابـنَ إِسحـاقٍ إِخائـي - أبو الطيب المتنبي

أَتُنكِرُ يا ابنَ إِسحاقٍ إِخائي "
" وَتَحسَبُ ماءَ غَيري مِن إِنائي

أَأَنطِقُ فيكَ هُجرًا بَعدَ عِلمي "
" بِأَنَّكَ خَيرُ مَن تَحتَ السَماءِ

وَأَكرَهُ مِن ذُبابِ السَيفِ طَعمًا "
" وَأَمضى في الأُمورِ مِنَ القَضاءِ

وَما أَربَت عَلى العِشرينَ سِنّي "
" فَكَيفَ مَلِلتُ مِن طولِ البَقاءِ

وَما استَغرَقتُ وَصفَكَ في مَديحي "
" فَأَنقُصَ مِنهُ شَيئًا بِالهِجاءِ

وَهَبني قُلتُ هَذا الصُبحُ لَيلٌ "
" أَيَعمى العالَمونَ عَنِ الضِياءِ

تُطيعُ الحاسِدينَ وَأَنتَ مَرءٌ "
" جُعِلتُ فِدائَهُ وَهُمُ فِدائي

وَهاجي نَفسِهِ مَن لَم يُمَيِّز "
" كَلامي مِن كَلامِهِمِ الهُراءِ

وَإِنَّ مِنَ العَجائِبِ أَن تَراني "
" فَتَعدِلَ بي أَقَلَّ مِنَ الهَباءِ

وَتُنكِرَ مَوتَهُمْ وَأَنا سُهَيلٌ "
" طَلَعتُ بِمَوتِ أَولادِ الزِناءِ

© 2024 - موقع الشعر