مرثية بولده المتوفي - ناصر محمد الفراعنة

ما أراني فاعلاً في الليل إن أرخى سدوله؟
ما أراني فاعلاً والصبح قد حان احتضاره

طفلي اللي مات في اول يوم ما ذاق الطفوله
عاجله سهم القدر واختاره الله في جواره

طفلي اللي مات في غمضة طرف ما حال حوله
يوم عمر الآدمي ما كان يوماً باختياره

يا وجودي يوم لفّوا شاحب الأكفان حوله
ما تقول إلا شظيّة لؤلؤٍ داخل محاره

يا وجودي يوم أطالع فيه,في عرضه وطوله
تنتحر في العين مني دمعةٍ كنْها شراره

نفس عين آبوي عينه بل ونفس الزول زوله
وبالأماره, فيه من عمه(شبيبٍ) كم أماره

جابه الله مثل هتّان المطر ساعة هطوله
ديمٍ احيا بهجة امه تارةٍ وآبوه تاره

ويوم شاف الشرّ من صوب آهلهْ يشعب ذلوله
حطّ دون صدورهم صدره من الرحمه ستاره

ومات توّي ما بعد بإيديّ لبّسته نعوله
مات توّي ما بعد ساويت في ثوبه زراره

كنّ عينه يوم مات تقول:بابا, ويش هو له؟
يوم تبكي وانت تدري مين انا ذلحين جاره!

كلنا راحل وخير الناس من زوّد رحوله
باغتنام الصالحات وكلّ كسرٍ له جباره

طفلي اللي صوّبت كبده قبل ساعة وصوله
بندقٍ من عين حاسد واودعت قلبي طشاره

يا وجودي ما لقيت أنسب لمولودي مقوله
من مقولة: يا وجه صبحٍ تحرّر من خماره

أو ثغر برقٍ تهاميٍّ تبسّم في ثعوله
ضوح مصباحه عليه يورّد النجدي بكاره

يوم اشيله ما تقول اشيل شيٍّ من نحوله
آتشمّم ريحته -من فجعة القلب- بحراره

يوم جيت العب معاه وغاب قلبي من ذهوله
يوم ما شفته تبسّم لي وانا في اول زياره

قمت أحدث عنه نفسي- والعرب حولي وحوله
ليت ما هو ميْتٍ؟إلا ميت! ما تبغى استشاره

اتْخنقني عبرتي يوم آتذكّر ما تقوله
عنه أمّه يوم أنا في ديرةٍ ماهيب داره

[آتذكّر يوم هو في بطنها يحرّك رجوله
وانتعيرّ:ليت ما هو أقشرٍ؟ لبّى القشاره

كم سهرنا معه ليله كامله من كبر هوله
لين صرنا نعَرْف موعد قومته داخل قراره

وان تأخّر ما صحى في موعده قمنا نصوله
ننغزه يا من يمين البطن وإلا من يساره

ما نبي شيْ بسْ نبي نضحك على ردّة فعوله
ننغزه ويفز خايف ما درى ويش العباره

من يدي غيمة على أيدي الملائكة محموله
غيمةٍ من نور ما تشبه نضارتها نضاره

يا إلاهٍ كل ما في الأرض طراً سبّحوا له
شفّعه فينا غداً واجعله لابوانه بشاره

في نهارٍ فيه أعناق الشياطين مغلوله
يتلقّفنا مثل ما يلقف الحاوي صراره

عشت في الدنيا وهي دنيا وروغتها عجوله
وخذت منها ما خذا (عامر) و (حاجب بن زراره)

يا فتى خذ من حكم من كل الاشهاد اشهدوا له
حكمة العاقل على راس العصا مثل الصهاره

المنايا مخلبٍ في كفّ نسرٍ من يطوله
شاح به شوحة حصاةٍ حوّلت مع راس قاره

المنايا من بغت يومٍ تنوله, ابتنوله
لو تشيطر في تفاديها مهي لحية شطاره

لولا تفريق المنايا ضولةٍ ما شفت ضوله
تجتمع, يا للعجب والهول بل ياللإثاره

موت دوله, لوّ ما يعني لنا ميلاد دوله
كان ما شفنا اختلافٍ في حضاره عن حضاره

لا يغرّك يا فتى قفر تطارد به وعوله
كمّ مع ساقة وعل قفرٍ مشت لبوة مغاره

اخطر الاعداء من يضحك وهو يسرج خيوله
واخطر الأصحاب من سرك معه, وتشق إزاره

فتكتك باللي هو اضعف منك ما فيها بطوله
البطوله أن يكن فتكك بمن فاقك جساره

قبضة السلطان من لا يدّرق عنها تغوله
ومن يعاندها تجيبه لوّ في بطون الجحاره

خلّ عنك الجدّ مع من أمسٍ آخذتم زموله
مازحه ينسى,فقد تحيي سويعة جدّ ثاره

من يحاول أن يغيّر ذو ميولٍ عن ميوله
مثل من يسعى إلى تغيير نجمٍ عن مساره

في خروج المرء عن ما حبّ-من قلب- دخوله
سقطةٌ,والمرء لا يجدي بكارٍ غير كاره

الفشل وقت النجاح إياك تستبعد حصوله
النجاح اكبر فشل إن ما أخذته عن جداره

القبول من الله ولا يَحسد المرء بقبوله
غير ناس من حسدها تلتوي بذنيب فاره

كم صديقٍ بادّعاء الود صجّتنا طبوله
والحسد كل الحسد شفنا على وجهه أطاره

نية الحاسد لحاف أجرب ولو جتك مْغسوله
ماله الا الحرق لو برد الثلاث يطق طاره

كلّ ما يخفيه ابن آدم ولو حاول يحوله
تظهره فلتة لسانٍ منه أو مالعين إشاره

يا مدوّر مرجلة من لا ملك ذرّة رجوله
يا مدوّر إبرةٍ في قشةٍ كبر الزباره

إن موت الشعب أن ترحل من الفقرِ عقوله
الفقر ما حلّ في شعبٍ ولا ورّث دماره

حاكمٍ مشّى عليه اربع مية كذبه رسوله
انتبه تصدق معه ممكن يحسّبها صقاره

كم فضولي في العرب ساق له حتفه, فضوله
كم طميميعٍ خسر دينار في تدوير باره

يوم ولد اللاش ما تطهر من الخيبه هموله
الرجال فعولها زادت ملابسها طهاره

الفحوله أن يزيدك قُلّ ما في إيدك فحوله
والحقاره أن يزيدك كثر ما في إيدك حقاره

لا تطب بوادي أرضٍ ما حسبت حساب غوله
يا كلاك الغول وإلا يا تعشّتك النماره

واعرف انْ ما جاء بْسهوله دايم يروح بسهوله
والصعب روحته صعبه والفتى راضي وكاره

ليس لاللحيه وهي بيضا علاقه بالكهوله
إنما الكهل الحقيقفي من فقد معنى وقاره

كم عزيزٍ أورده حوضٍ من الذله خموله
والترف في بيت أصحاب الشرف يعني انهياره

بالأُسُل لا بالكسل ما طال من شيءٍ تطوله
تدرك الأمجاد قسراً غارةٍ في إثر غاره

كم مخاليق تهابلها ولا هيب مهبوله
لبّست راس الغبي- من حيث لا يدري- غضاره

لا تثق في واحدٍ ترشح من الهيْنَه سموله
النذل يبقى نذل لو يرفعك فوق المناره

كم دنيءٍ بالفلوس اشيوخ نجدٍ وقفوا له
في رجا ما في يده ما يجلس إلا في الصداره

المراجل سيل من عنده من الدنيا سيوله
كم شريفٍ من فقر جيبه يخلّونه عياره

ما ينال العزّ من نفسه من العزّه جفوله
الثنا يوخذ بأطراف القنا ما هو طراره

اتّحمّل ما يواجهها منبّشة الدحوله
في الهبايا ما يعطّل من جمع بدوٍ عشاره

(المغولي) بالمساواه أعظموا أمره مغوله
(والفزاري) بالمحاباه احقروا أمره فزاره

الزمن هذا كتاب جاء في آخر فصوله
شعب كامل قد تشوّه هيكله نشوة زقاره

الجهاله في تجاهل من عليك اوصى جهوله
كل خُلق بغير وقته لا أرى فيهِ نعاره

ليث واحد ممكن يدوّخ بلد عرضه وطوله
والف قرد وقرد ما فكّت من بعيرٍ هجاره

ليس من شرط الشهامه أن تجاول كل جوله
أو بأن تنزل بأعلى قمة رغم الوعاره

فالأسد يبقى الأسد في قاع كل ارضٍ نزوله
والوباره دايمٍ في اعلى الجبل وهي الوباره

قل لبعل السوء عمر الضرب ما أثبت بعوله
رغم لين الماء قطراته يشقّنّ الحجاره

في اقتفاء المجد تابع لا تكن نفسك ملوله
يدرك الصعبات من لا نام راسه من عواره

كم رجل من زود حذره نفسه اليوم مختوله
بل ومن نفس الشيَ اللي يحذره واخفق فراره

واحدٍ يزرع بلا قصدٍ وتثمر له حقوله
وواحدٍ يزرع وهو قاصد ولا يجني ثماره

زارع المعروف يرجي من ورا الناس محصوله
ليس معروفه بمعروفٍ قدر ما هو تجاره

رغم فقري كم ولد نعمه -غني وبخير- اعوله
لإن ابوه معلّمه كيف يْحَفِظ قرشه مهاره

يا فتى دوك النصايح أخذها ما ابغى عموله
استفد منها وأفِد علمٍ أعرته لك إعاره

خذه واتركني لأنّ الليل قد أرخى سدوله
حان وقت مْعَاوَدَة ميلاد طفلي واحتضاره

© 2024 - موقع الشعر