أأعـمـى أم عـلـى عـيـنٍ غـشـاوة؟ - ناصر محمد الفراعنة

أأعمى أم على عينٍ غشاوة؟
عن الغزلان في عَرَصاتِ (ساوهْ)

لمن بأريجها هبت نسيمٌ
بكلّ مخدّرٍ من أرض (جاوهْ)

حميراءٌ تحضّر والداها
ولا زالت طبيعتها البداوهْ

حميراءٌ بها في كل وادٍ
كِباش القوم في نجدٍ تفاوهْ

أتمّ الله فتنتها فكانت
لكلّ مفاتن الدنيا نهاوهْ

ألا يا ويلتاهُ وسوأتاهُ
بعيني عن سوى سلمى عشاوهْ

ألا يا ويلتاهُ وسوأتاهُ
أما في أهل سلمى لي إخاوهْ

لها هدبٌ بهِ أرواس شهبٍ
لها في كفّ مقتدرٍ قفاوهْ

وعينانٍ كعينيْ جؤذرينٍ
أرى للموت بينهما حفاوهْ

بغير الموت ما كُحِلا ولا الشع
ر مخضوباً بغير الليل واوهْ

وصفح جبينها كالبدر يبدو
وليس على جوانبهِ طفاوهْ

وخدٌ خلتُ أنّ بوجنتيهِ
شموساً قد دنَت منهُ دناوهْ

وثغرٌ عرّجت شفتاهُ نحوي
بخمرٍ محضُ مزّتها حلاوهْ

يعضّ بثغره المعسول ثغري
فأحسَبُهُ بِهِ يلقي تِلاوهْ

بشهد لسانها رُطَبٌ جنيٌّ
ويشرقُ خدها الساهي نقاوهْ

يكادُ من النعيمِ يذوبُ ليناً
من الإسفنجِ خالطهُ سهاوهْ

فلستُ أرى لوجنتها حجاباً
سوى من كلّ صرف دمٍ طهاوهْ

كأنّ على لوامع وجنتيها
طلاءً قَدّ من عسلٍ طلاوهْ

ونهدانٍ كأنهما ملوكاً
أقام الدهر بينهما عداوهْ

رؤوسهما كأبطنِ أقحوانٍ
أرى لهما على صدري شقاوهْ

أشمّ على ثويبهما عبيراً
بهِ من نفحة المسكيْ قداوهْ

كأنهما وقوفاً قبّتانٍ
تبارن ليس بينهما إخاوهْ

وصدرٌ خلتُ مكتوباً عليهِ:
(لناصر إن تعلاني عِلاوهْ)

ووركٌ أزّهُ الشيطان أزّاً
طراوتهُ يخالطها قساوهْ

يكادُ يميدُ سطح الأرض منهُ
إذا ما اهتزّ ليس بهِ رخاوهْ

أراني كلّما أعلوا عليهِ
أرى وأنا هنا (وادي سماوهْ)

وليلة إذ شقيتُ أنا وسلمى
وما نيل الشقيّ من الشقاوهْ

سموّ منارةٍ عن سقف دارٍ
سموتُ إلى ترائبها سماوهْ

وقد ننصبّ من أعلى لأدنى
كما ينصبّ ماءٌ من إداوهْ

كأنّ صدورنا متلاصقات
عراياً ليس بينهما غشاوهْ

إذا ما ابتلّت الأجسادُ منّا
ندىً والحبّ تغلبهُ النداوهْ

وعرّق صدرُها العرقانُ صدري
إلى إن صرتُ من عرقي رغاوهْ

أملتُ هلالَها لصليب حبّي
كما مال الوريق من الطراوهْ

وحقي عند سلمى قبلتانٍ
لنا فيما مضى كانت أتاوهْ

© 2024 - موقع الشعر