كيف أمسح طاولات يدي .. - منى كريم

كيف أمسح طاولات يدي ..
 
 
 
 
 
منى كريم
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تتيه الخطى في الضوء
تلهث خلف السهر¡
عيونها مقطبة كنخلةٍ
فشلت في تجاربِ عشقها.
 
أصابعي المُدبسة بالرصاص
تُطلق في اتجاه العدو
وتصيب عتبة قلبي.
 
على وجهي
تتشاجر نجمة مع قميصها¡
وحين أنام
يسرق الحُب السماوات السبع
من جيبي.
 
هكذا بكل سهولة
تستشهد الحياة
حين يفقد مصلٍّ ما حذاءه الثمين¡
 
هكذا بكل بساطة
تستشهد الحياة
في رحِم (برحية)
 
مُتصلبة
أدخن سعالَ الديك
وتخبط النهارات¡
أبحث عن قمرٍ
دهسته سيارة
بينما كان ينحني باحثاً
عن سيجارته اليتيمة.
 
نفدت القصائد
نفد بصاق بيكاسو
لم يبق لي سوى أقدامي
مأوى لجنودٍ حزانى.
 
لا شيء يعبرني¡
وحده الحلم
يحاول منذ زمنٍ بعيد
إدخال خيطه عبر ثقب وجعي..
 
مكدسون هؤلاء الجنود
بحزنهم
وبنادقهم
وعيونهم الذابلة¡
يولدون كل ليلة
فدادين عشق.
 
قطرة ما
تصيب زهوري بالروماتيزم¡
مطر ما
كفيل بإصابتها بالإيدز!!
 
لن أناجي تموز طويلاً¡
سيحضر سريعاً
حين يقرأ إيميلي الأخير له..
 
في أيامٍ سبعة خلق الرب
هذا الصندوق¡
في هذه الأيام
خلق أرواحاً سبعاً
وسماوات سبعاً¡
أعلم أنه يحتاج لقرن كامل
حتى يخلق صدر أمٍّ
يتحمل لطم الدنيا..
 
آهٍ¡
من يبتر جسدي الحزين
عن ساقي الفرحة ¿!!
من يبني قلعة رمل
أمام بوابة القلب¿!!
 
نغمة في المعدة
كسرة خبز واحدة
كفيلة بتحويلها
إلى سيمفونية¡
من سيجيء بالمايسترو¿!
 
إنها نفسها تلك التي تُقسم الجوع
على أطفالها
بعد أن تقصمه بكعب رجلها¡
نفسها التي يتلثم الله
بعيداً عنها خجلاً¡
 
نفسها التي يقبل الوطن سريعاً
أن يكتب خطاب براءة من أجلها
 
نفسها تلك التي نست أن تنجبني
ذات خريف..
 
يدي مغارة مدبوغة باليأس
يدي لا أحد يغسل طاولاتها
 
في هذا الوطن الجاف
تهشمني الظهيرة¡
في هذا الوطن الجاف
الكل يحب ذراع هتلر
تلك التي لا تفقأ غربتي..
 
أطرز النهار بابتسامتي¡
أذر جسد أوروفيوس
من ياقته
على أطفالنا المفرّغين.
 
أعض على قبعتي:
إنها فخذ الوقت..
إنها فخذ الوقت..
 
لا تقيسوا الحزن في عينيّ
لا تقيسوه
إنه أكبر من أن تستوعبه
موسوعة غينيس!!
 
((سريعاً تنتف شعر حواجبها
تريد وقتاً للبكاء))
 
النهر يصر أسماكه
في جوفِ حذاءٍ بالٍ
 
كل شيء ينضب¡
يوماً بعد يوم
ازداد شبهاً بفردة حذاء
 
يوماً بعد يوم
تنتقم مني الأرض
 
هنا في هذا الوطن الجاف
سأمنح التعب خمس دقائق
لفرك جدائله.
.
.
.
.
.
 
خارج الموت
ألوي أصابع الهواء
(إنها حقاً تشبه خاصرة قديس)
 
حينها فقط سأُمسّي عليكم:
- إنني أحب..
© 2024 - موقع الشعر