السَوطُ أَبلَغُ مِن قـالٍ وَمِـنِ قيـلِ - ابو إسحاق الألبيري

السَوطُ أَبلَغُ مِن قالٍ وَمِنِ قيلِ
وَمِن نُباحُ سَفيهِ بِالأَباطيلِ

مُرُّ المَذاقِ كَحَرِّ النارِ أَبرَدُهُ
يُعَقِّلُ المُتَعاطي أَيَّ تَعقيلِ

رَأى مِنَ الطِبِّ ما بُقراطُ لَم يَرَهُ
في بُرءِ كُلِّ سَخيفِ العَقلِ مَخذولِ

ضَئيلُ جِسمٍ تَخافُ الخَيلُ سَطوَتَهُ
أَعدى وَأَطغى مِنَ التِمساحِ في النيلِ

يَرقُصُ المَرءَ تَرقيصاً بِلا طَرَبٍ
لَو كانَ أَثقَلَ أَو أَجسى مِنَ الفيلِ

عِندَ السَخيفِ بِهِ خُبرٌ وَتَجرِبَةٌ
فَقَد رَمى تَحتَهُ ما عُدَّ بِالفولِ

وَقَد حَسا مِنهُ أَمراقاً مُفَلفَلَةً
جَشَّتهُ شَرَّ الجُشا مِن شَرِّ مَأكولِ

وَقَد هجاهُ بِهَجوٍ مُؤلِمٍ وَجِعٍ
لا يُشبِهُ الشِعرَ في نَظمٍ وَتَفصيلِ

فَقُل لَهُ إِن جَرى هَجوٌ بِخاطِرِهِ
أُذكُر قِيامَكَ مَحلولَ السَراويلِ

وَاِذكُر طَوافَكَ في الأَسواقِ مُفتَضِحاً
مُجَرَّداً خاشِعاً في ذُلِّ معزولِ

وَاِذكُر عُقوبَةَ ما زَوَّرتَهُ سَفَهاً
في السادَةِ القادَةِ الشُمَّ البَهاليلِ

عِصابَةٌ عَظَّمَ الرَحمَنُ حُرمَتَها
وَخَصَّها مِنهُ إِكراماً بِتَبجيلِ

هُمُ لُبابُ الوَرى حَقّاً وَغَيرُهُم
عِندَ الحَقيقَةِ أَبقالُ الغَرابيلِ

إِنَّ اِبنَ تَوبَةَ فيهِم رافِعٌ عَلَماً
مِنَ القَضاءِ وَمُمتازٌ بِإِكليلِ

قَضى بِتَنكيلِ مَن لَم يَرعَ حَقَّهُمُ
وَحَصَّنَ الحُكمَ في هَذا بِتَسجيلِ

الظَهرُ قِرطاسُهُ وَالسَوطُ يَطلُبُهُ
بِئسَ الكِتابُ بِعَقدٍ غَيرِ مَحلولِ

© 2024 - موقع الشعر