دمع اليتيمه - مساعد بن جبران

البارحه بين النصر والهزيمه
جالس شريد الفكر والجفن مانام

في خاطري هقوة شجاعٍ وشيمه
على بحور العز رزيت الاعلام

اراجع اسلاف العقول القديمه
لوكل ماتطرب له العين قدام

في وقت واحد شفت عجه وغيمه
تجسدة روح الحقيقه والاحلام

بغيت اهدي نفسي المستهيمه
ردتبي الذكرى على ذيك الايام

صحيح ماهيب الليالي مديمه
والعمر لوزانت لياليه مدام

الموت ماخلا النفوس السليمه
كم واحدٍ امسى معافى ولا قام

لوتفهم الايام دمع اليتيمه
تخاف كسب الاثم من دمع الايتام

من قايس الدنيا بحكمه وقيمه
اخذ عبر من صفحة اليوم والعام

ومن عاش بالدنيا سواة البهيمه
ومسلين نفسه على صوت الانغام

ورافق مدوّرة الحسد والنميمه
لاهي ولا صلى بوقته ولا صام

يذوق صكات الليال العظيمه
وان مات يحشر مثل عباد الاصنام

مكاسب الايام مثل الغنيمه
في حكم رب الخلق زوّال الانعام

لونجمع اهل الحق واهل الظليمه
مارجعوا مادبره رب الانام

واليا التقى وجه الخصيم بخصيمه
تلاشت الفتنه على وصل الارحام

فرصات في سود الليالي كريمه
يقدم بها خطوى حكيمٍ ليا قام

والله لو ماهيب نفسي رحيمه
اني لقول فلان ضايق ومنضام

لاشك خايف يعقب السيل ديمه
ويفرح على منوالها نذل وخمام

بعض الكلام يفوق فعل الجريمه
وانا محب امشي على درب الاجرام

ولاكنت راسم في خيالي نديمه
اكثر خيالي بين واهم وجزّام

إلا لياجتني بوادر وسيمه
اعيشها بهيام وفوق بهيام

ماهو تسلي وختلاف وهضيمه
في سوق غالي ماقبل كل سوام

ابلغ من الواقع وصوفه عديمه
ينعش خيالك مع ذعاذيع الانسام

مشاعرك لو موراها عزيمه
كنك على اهل الحب فارس ومقدام

تعيش برموش العيون الكليمه
وفهم كلام العين دمعه وسلهام

وليا عطنّك في مبادي رحيمه
وقّع بقلبك قبل توقيع الابهام

ولابد من يومٍ تشوف الحريمه
مثل الصغير اللي بلغ سن الافطام

© 2024 - موقع الشعر