ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا - محمود سامي البارودي

ما الدهرُ إلاَّ ضوءُ شمس علا
وَ كوكبٌ غامَ ، وَ نبتٌ بقلْ

وَ راحلٌ أعقبهُ نازلٌ
مَا قِيلَ قَدْ خَيَمَ حَتَّى اسْتَقَلْ

عَمَايَة ٌ يَخْبِطُ فِيهَا النُّهَى
عَجْزاً، وَلاَ تُبْصِرُ فِيهَا الْمُقَلْ

فبادرِ النقلة َ ، وَ اعملْ لها
ما شئتَ ؛ فالدهرُ سريعُ النقلْ

وَاصْمُتْ عَنِ الشَّرِّ إِذَا لَمْ تُطِقْ
دَفْعاً، وَإِنْ صَادَفْتَ خَيْراً فَقُلْ

وَ سرْ إذا ما عرضتْ فرصة ٌ
فالبدرُ قدْ ينمو إذا ما انتقلْ

منْ طلبَ الأمرَ بأسبابهِ
ساعدهُ المقدورُ إما عقلْ

قَدْ يَجْبُنُ الأعْزَلُ وَهْوَ الْفَتَى
وَيَشْجُعُ النِّكْسُ إِذَا مَا اعْتَقَلْ

© 2024 - موقع الشعر