عــادت البـسـمـة - مانع سعيد العتيبه

عادت البسمة للثغر كأنه
لم يكن بالأمس يشكو حر أنه

يا حبيبي ما الذي أرجعها
هذه البسمة نشوى مطمئنه

أهو تسليم لأحكام الهوى
أم سلام شع في العينين أمنه

أم تراها يا حبيبي بسمة
أعلنت ما بيننا ميلاد هدنه

آه ما أجملها إذ أشرقت
بعد ليل تكره الأعماق حزنه

إنني الآن أرى في ضوئها
أنك الأول في حسن وفتنه

شجن الأمس الذي مر بنا
كان للحب الذي نحياه محنه

كنت إن جدت بيوم مشرق
واستعاد الورد في خديك لونه

ضحكت للحب أيامي فلا
أذكر الحزن وأنسى فيك سجنه

غير أن الحزن لا يغفو سوى
ساعة في العمر أو يغمض عينه

بعدها يرجع كفا ضاربا
باب أفراحي ليستوفي دينه

يا حبيبي بسمة الثغر لها
عندما ألمحها فعل الأسنه

إنما لا أنتشي إلا بها
فهي خمر تسكن الأفراح دنه

هي في لحن صفائي نغمة
ولها في القلب قبل السمع رنه

أعطني من بحر عينيك الرضى
وخذ العمر إذا أرضاك رهنه

لا تضع أيامنا في عتب
يشرب الحمرة من وردة وجنه

ولنعش أجمل ساعات الهوى
في صفاء ينشد العشاق لحنه

العتاب المر لن يمنحنا
راحة القلب ولن يخمد فتنه

أعطني الصبر وكن من أهله
لا تخيب يا حبيبي فيك ظنه

وعد الله فمن يصبر له
في رحاب الحب عند الله جنه

يا حبيبي كنت في الصبر كما
كان أيوب فأين الصبر أينه

ولماذا لا تجاري فرحا
حالت الأيام ما بيني وبينه

إن في قلبي جراحا لم تزل
عين أفراحي تراها مثل طعنه

نضج الحب لدينا وأرى
ثمرا يطلب أن يترك غصنه

فلماذا نحن لا نقطفه
أم ترى عيناك لا تريان حسنه

الخلافات التي مرت بنا
هو ذا جثمانها يطلب دفنه

فلنودع في الهوى عهد الأسى
ولتكن أفراحنا فرضا وسنه

حبنا ما زال طفلا بيننا
كم كما كنت لهذا الطفل حضنه

لا تقبل أعطيت ما أعطى الذي
يتبع الإحسان في الحب بمنه

إنما المعطاء من يمنحني
عطفه السامي ويأبى أن يكنه

© 2024 - موقع الشعر