البدون - ماجد سلمان الخالدي

إذا انولدنا نرفض الدنيا ونبكي بالمهاد
واللي رفضوها نفسهم من أجلها يتذابحون

صادفت بنت عيونها أوسع من حدود البلاد
وفي وجهها حزن المواني لما يغشاها السكون

كانت شفايفها مثل جرح يدّور عن ضماد
وكان البخور بشعرها يتحدى عطر الزيزفون

يا حسرةً على العيون اللي غفلو عنها العباد
كأنها محل ورد .. ونظرتي أول زبون

سألتها شسمك ؟ وقالت (نادني بنت الرماد)
سألتها من وين هذا الهم ؟ قالت لي (بدون ..

يعني انا الحلقة الأخيرة من حكايا السندباد
يعني انا من ناس ماتو قبلما هم يولدون

أحيانا أضحك بس قلبي مرتدي ثوب الحداد
هم أكثر أهل الأرض أحزاناً .. هم اللي يضحكون

لأن الضحك مقرف .. ولكنه يخفف الاضطهاد
ولأن الفرح مثل الحبيب اللي نداريه و يخون )

قلت اسمحي لي أسكن بكحلة عيونك .. في السواد
اللي يذكرني بجنون العقل وبعقل الجنون

مشتاق اسافر وانتي تدرين السفر محتاج زاد
دفتر صغير ملوّن وأقلام وأحلام وظنون

علْميني فنون التحدي والبراءة والعناد
وعلّقي في داخلي صورة زرازير وغصون

وجاملي الدنيا مثل ما جاملتها شهرزاد
هذا هُو التاريخ يكرر لعنته عبر القرون

أجسادنا لولا الأمل صارت من أصناف الجماد
والا وش اللي يحمّس الأطفال بانهم يكبرون ؟

ترى البشاشه بذرة العشاق والحب الحصاد
ولا نفع هاملت سؤاله (هل أكون أو لا أكون؟ ) ..

وترى الفراشة عمرها أقصر من أعمار الجراد
لكن ما تحسد جرادة عايشه من غير لون !

© 2024 - موقع الشعر