القار

لـ فهد معتوق، ، في غير مُحدد

القار - فهد معتوق

على ذاك الرصيف اسهر و اناجي بكل الجنون ( القار )
اكلم شارع ٍ خالي سواده من سواد الليل

ترى ماهو فَلَس ولا بقلبي قلّت الأشعار
و لكن واقعي يفرض علي اكتب بلا تعديل

انا راح العقل مني و عندي للجنون اعذار
معاناتي اذا بوصف .. تفوق الوصف و التعليل

من اللي قد وقف مثلي يواجه لعنة الأقدار ؟
رضى يبقى و يتحمل .. عشر اضعاف همه يشيل

من اللي ثبت اقدامه يقاوم شدة التيار ؟
و يعرف ان النخل و هو النخل راح و جرفه السيل

من اللي حب له طفله و حلم من يوم كانوا صغار
يتوج حبه بفرحه .. و امه تحضنه بتهليل

يمر الوقت و سنينه تمر و يستوون كبار
ويتغرب لجل حلمه .. يسابق كل شباب الجيل

و يرجع رافع ٍ راسه بعد ما صار هو طيار
و بقى من حلمه الوردي زفافٍ يرفض التأجيل

يجيها يقول حان الوقت .. تعالي نكشف الأسرار
طفح كيل الصبر ما عاد في صبري و صبرج كيل

و يذكرها بوقت صار مع مر الزمن تذكار
بأيام الطفوله يوم يغرقها غلا و تدليل

يمازحها و تردد له ( ترى الكذاب يروح النار )
يجافيها و تهمس له ( أعرف ان الجفا تمثيل ) !

و تدمع عينهم لثنين .. يهلون الدمع مدرار
ترى الذكرى ولو حلوه .. طواريها تهد الحيل

و تسرح في وسط عينه .. تفكر .. تترجف .. تحتار
يسألها عسى ما شر ؟ ... و يطيح من ايدها المنديل

و تنزل عالركب و تقول .. تسامحني على اللي صار ؟
حشا والله ما خنتك .. و لكنه حصل تبديل !

تراها غيبتك طالت و تدري وقتنا غدار
كبرت .. و خفت تتأخر .. و خير البر بالتعجيل

و يشهق .. يلمح الخاتم .. يحس القاع تحته دار
ولا يستوعب الموقف بليا شرح او تحليل

يسود الصمت .. ولا كلمه .. و نظره كلها استنكار
شلل صاب اللسان و صاب كفين العتب تكبيل

دقيقه تمر .. طعمها مر .. نهاية عمر .. موت ازهار
خسارة حب..ضياع ف درب..نار تشب..عذاب و ويل

و يسرح .. لو بعيده تهون .. و لكن كيف بنت الجار !!
و يكسر صمته بصرخه .. تعدت في مداها سهيل

و يفقد وعيه و ينزل على قاع الثرى منهار
مصيبه كيف يتحمل ؟ .. ترى ما بالأمر تسهيل

ما بينه و بين غرفتها .. ممر ٍ و نْخله و جدار
و هذا اللي يعذبه و يزود طينه بتبليل

يشوف اللي سرق عمره .. سكن وياها نفس الدار
غدى جار ٍ و له حق ٍ نزل في محكم التنزيل

و يتخيله يغازلها و يقول انه عليها يغار
و يتردد صدى همسه و لمسه و ضحكه و تقبيل

يناظر دارها و فكره ورا ذيك الستاير حار
و شباك الهوى عتمه بعد ما زادوا التظليل

يقرر زوجها يبني و يرفع مستوى الأسوار
و يتصرف على كيفه .. عنده منهم توكيل

و مكسور الجناح اللي بلا ذنب ٍ يذوق امرار
يصارع حسرته و يجر بعد ذيك الهزيمه ذيل

يفكر كيف طاوعها الضمير تكون شي ٍ ضار !
بعد ما كانت لعمره عمر يحسب مداه طويل

خذت كل ما بقى منه .. و من عقله خذت الأفكار
و برواز الوعد مايل .. خذته تخاف قال و قيل

عطت بروازه لغيره .. و خلت في الحشا مسمار
و آخر كلمه قالتها .. رجاءاً ما ابيك تعيل !!

و رد بكل غضب يسأل ... تحسبيني من اهل الثار؟
انا وقتي غدى ملكي .. و لا يتحمل التعطيل

وداع الله .. و اذا بعدج مرض .. ايماني العطار
انا لي رب ما يهمل .. بقرا كتابه بترتيل

و اذا كانت مسافات المنازل بيننا اشبار
بخليها سفر ايام .. و اساوي كل شبر بميل

و اذا قالوا علي مجنون .. او ملبوس و صابه زار
يناجي شارع ٍ خالي لوحده في توالي الليل

بقول ان الجنون ارحم .. كتبت من الجنون اشعار
و صدق اشعاري يتحدى الذي قال الشعر تمثيل

و اعيش العمر ارددها ( ترى الكذاب يروح النار )
براءه كانت الجمله .. و لكنه حصل تبديل

حكاية عمري من يوم الطفوله لين صرنا كبار
في هذي الصفحه شفتوها و عايشتوها بالتفصيل

ابي شخص ٍ ينورني .. و من ابياتي بس يختار
حرف ٍ ما شكى من هم .. و يبشر مني بتعديل

بعدها بعلن افلاسي .. و بترك عالم الأشعار
لأني ما قدرت اعطي لحزني في الشعر تعليل

و برجع للسرير اللي من غيابي شكى محتار
و اريح عين شوهها سواد ٍ يشبه التكحيل

و في آخر بيت بسألكم .. عرفتوا ليش اناجي القار ؟
قولوا للثريا من تناجي لو خذلها سهيل !

© 2024 - موقع الشعر