غـلاهـم عـنـدنـا - فتاة العرب

عسى من رحّبوا يبقون
ومن رضّف هلا لا هان

تشكّرنا لهم مليون
ولا نوفي لهم لحسان

غلاهم عندنا مثمون
مشى في الدّم والشّريان

جتيل الصّارم المسنون
أنا من شادنٍ فتّان

وخلاّني صريع اشجون
بين الفقد والوجدان

فلاكنّي ثجيل اوزون
وعرفي ثابت البرهان

أنا مومن بربّ الكون
كيف يصوّر الأنسان

عذاب العاش المفتون
لا عطفٍ ولا سلوان

وهذا هو الهوى مسنون
بين الوصل والحرمان

ملاكٍ في الحسن واللّون
لكنّه في الهوى سلطان

تجاوز وصفهم لفنون
لا أنسٍ ولا من جان

جمالٍ شافته لعيون
يمثّلٍ عظمة الرّحمان

افوادي عندهم مرهون
ومن عندي عليه اظمان

رجعنا والسّلو اظنون
وويلي من لظا الهجران

وكبدي جوّها محزون
يسيل بها حمم بركان

ارمّس لي معي يمشون
فلاكنّي على طوفان

سقى الله داروين اسكون
ارتوع الكنّس الغزلان

من الوسمي حياب امزون
يبات ومرعده دنّان

فيويٍ قفرها مامون
بهاهم والظّبا سكّان

يردّ الطّرف عنها دون
بسورٍ شاسمع البنيان

مقام المنزل المصيون
لي له في الخضر ميدان

عليه الطّاير الميمون
يرفرف والصّبا الذّنّان

وفيه الجوهر المخزون
لي غالي حجر واثمان

أصفا من مطر لمزون
وأزها م الشّموس الوان

إلي من شفت عون ولون
يريّح كفّة الميزان

تحدّوا م الظّبا لعيون
ومن وصف الرّمل لردان

بلا لبس الحلي يزهون
عليهم م الشّرف تيجان

وكمّ يادلٍ مزيون
وترفٍ م الصّبا بطران

سلام ايخصّهم موزون
يشلّه جاذي الرّيعان

© 2024 - موقع الشعر