ذعـذاع الجـنـوب

مرحبا ما هبّ ذعذاع الجنوب
بارد النّسناس لي صوبي حمل

يحمل الذّكرى وفي القلب العطوب
الشجون أشدّ من ضرب الأسل

قمت اسحّ الدمع من جفنٍ سكوب
كل صعبٍ غيركم عندي سهل

حيّ بالمندوب من عقب الغيوب
والطّروس اللّي عنتني بالمثل

مرحبا به عدّ نسمات الهبوب
ماذرت فيه الوارح والشّمل

مرحبا عدّ المدوّي ما يلوب
في مقاطينه وما ساق الزّمل

مرحبا ما تنتحي شمس الغروب
واشرقت في مطلع الفجر الطّفل

مرحبا مليون بالخلّ العتوب
صابكم عندي كما شهد العسل

إن اخذتوا ذاك في حقّ أو وجوب
وان عفيتوا للعفو انتوا أهل

يا مديني بالوفا دينك غلوب
وين بنظر كلّها الدنيها أمل

الذهب ما يغيّره في الوقت دوب
عن مثال الصّفر شكله ينعزل

والحرير اللّي على الجسم اللّبوب
هوب مثل الجزّ لي ماله سمل

لي وداده يضمحل إلاّ هدوب
ليس كالمبروم في نسج او غزل

راحتي فيكم وتعذيبي عذوب
لا ولا عنكم يعوّضني بدل

في مهامة حيّكم قلبي عزوب
ينتعش بالرّيف لي منكم حصل

إن بغيت أتوّبه عيّا يتوب
وان عذلته يوم راواني زعل

المحبّه في القولب إلها دروب
هوب كلّ وين ما يبغي وصل

لك اجدّد كلّ يومٍ في الحسوب
إلولا والحبّ يا أعلا مثل

والتهاني لي لكم عنّي تنوب
و الأماني رافله بابهى الحلل

عيدكم يعله يعاود يمحبوب
بالنصر والعزّ مع طول الأجل

والهديّه لك احمّلها كعوب
سنّها عن ستّ عشرٍ ما كمل

من خشوف الريّم جذّابٍ لعوب
شاردٍ وان خزّ بالنظره يفل

ربّ قفرٍ ما بها غير الهبوب
مخصبه باليود ما ياها المحل

تمّ جيلي بالصّلاه وكلّ نوب
السّلام أخصّ به خير الرّسل