السجينه - إيليا أبو ماضي

((قصة الحرية ....في حياة وردة ....صاغها الشاعر كأروع ما يكون ...))
رآها يحلُّ الفجرُ عقد جفونها

ويُلقي عليها تبرهُ فيذوبُ
وينفض عن أعطافها النورَ لؤلؤاً

من الطلِّ ما ضُمت عليه جيوب
فعالجها حتى استوت في يمينه

وعاد إلى مغناه وهو طروب
وشاء فأمست في الإناء سجينةً

لتشبع منها أعينٌ وقلوبُ
فليست تحيي الشمس عند شروقها

وليست تحيي الشمس حين تغيبُ
ومن عُصبت عيناه فالوقت كله

لديه وإن لاح الصباحُ غروبُ
لها الحجرة الحسناءُ في القصر إنما

أحب إليها روضةٌ وكثيبُ
وأجمل من نور المصابيح عندها

حُباحبُ تمضي في الدجى وتؤوبُ
وأحلى من السقف المزخرف بالدمى

فضاءٌ تشع الشهبُ فيه رحيبُ
تحنُ إلى مرأى الغدير وصوته

وتُحرم منه ، والغدير قريبُ
وكانت قليل الطل ينعش روحها

وكانت بميسور الشعاع تطيبُ
تمشى الضنى فيها وأيار في الحمى

وجفت وسربال الربيع قشيبُ
إسارك يا أخت الرياحين مفجعٌ

وموتك يا بنت الربيع رهيبُ
© 2024 - موقع الشعر