سفر الف دلال - أمل دنقل

(الإصحاح الأول)
 
القِطاراتُ ترحلُ فوق قضيبينِ: ما كانَ ما سيكُونْ!
 
والسماءُ: رمادٌ;.. به صنعَ الموتُ قهوتَهُ,
 
ثم ذَرّاه كي تَتَنَشَّقَه الكائناتُ,
 
فينسَلّ بينَ الشَّرايينِ والأفئِده.
 
كلُّ شيءٍ - خلال الزّجاج - يَفِرُّ:
 
رذاذُ الغبارِ على بُقعةِ الضَّوءِ,
 
أغنيةُ الرِّيحِ,
 
قَنْطرةُ النهرِ,
 
سِربُ العَصافيرِ والأعمِدهْ.
 
كلُّ شيءٍ يفِرُّ,
 
فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,
 
والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ.
 
***
 
والقطاراتُ تَرحلُ, والراحلونْ..
 
يَصِلُونَ.. ولا يَصلُونْ!
 
(الإصحاح الثاني)
 
سنترال:
 
أعطِ للفتياتِ
 
- اللواتي يَنَمْنَ الى جانب الآلةِ الباردةِ -
 
(شارداتِ الخيالْ)
 
رقمي; رقمَ الموتِ; حتى أجيءَ الى العُرْسِ..
 
ذي الليلةِ الواحِدهْ!
 
أَعطِه للرجالْ..
 
عِندما يلثُمُون حَبيباتهم في الصَّباحِ, ويرتحلونَ
 
الى جَبَهاتِ القِتالْ!!
 
(الإصحاح الثالث)
 
الشُهورُ: زُهُورٌ; على حافَةِ القَلبِ تَنْمو.
 
وتُحرقُها الشَّمسُ ذاتُ العُيون الشَّتائيَّةِ المُطفأهْ.
 
***
 
زهرةٌ في إناءْ
 
تتوهَّجُ - في أوَّلِ الحبِّ - بيني وبينَكِ..
 
تُصبحُ طفلاً.. وأرجوحةً.. وامرأة.
 
زهرةً في الرِّداء
 
تَتَفَتَّحُ أوراقُها في حَياءْ
 
عندما نَتَخَاضرُّ في المشْيةِ الهادِئه.
 
زهرةُ من غِناء
© 2024 - موقع الشعر