يَقُـولُ رجـالٌ لا يضـرُّكَ نَأْيُهـا - ليلى الأخيليه

يَقُولُ رجالٌ لا يضرُّكَ نَأْيُها
بَلى كلُّ ما شَفَّ النفوسَ يضيرُها

أليسَ يَضرُّ العينَ أنْ تُكثِرَ البُكا
ويُمنَعَ منها نَومُها وسُرورُها

لكلِّ لقاءٍ نَلْتَقيهِ بَشاشةُ
وإنْ كانَ حَولاً كلَّ يومٍ نزورُها

خَليليَّ رُوحا راشدَيْنِ فقد نأَتْ
بعيداً وَهَلْ في القُربِ شيءٌ يَضيرُها

يَقُرُّ بِعَيني أنْ أَرى العِينَ تَعْتَلي
بنا نحوَ ليلى وهْيَ تَجْرِي صقُورُها

وما لحِقَتْ حتَّى تَقَلَّلَ عرْضُها
وسامحَ مِنْ بَعْدِ المُرامِ عسيرُها

وأُشرِفُ بالأرضِ اليَفاعِ لعلَّني
أرى نارَ ليلى أوْ يَراني بَصيرُها

فنادَيتُ ليلى والحُمولُ كأنّها
مَواقيرُ نخلٍ زَغْزَعَتْها دَبورها

فقالت أَرى أنْ لا تُفيدَكَ صُحْبَتي
لهيبةِ أعداءٍ تَلَظَّى صُدورُها

فمَدَّتْ ليَ الأسبابَ حتَّى بَلغْتُها
برِفْقي وقد كادَ ارْتِفاقي يَضيرُها

وإنّي إذا ما زُرتُها قلتُ يا اسْلَمي
وما كانَ قَولي اسْلمي ما يَضيرُها

© 2024 - موقع الشعر