تاريخنا أنت - عايض القرني

من أجل عينيك يروى الشعر والزجل
ناديت فيك الرجال الصيد يا رجل

عساك ترضى وكل الناس قاطبة
فدتك هامات من شيكت لها الحلل

عيب لغيرك أبياتي أرصعها
وخيبة إن سرت في غيرك السبل

وبسمة منك تكفيني وواطربي
فما أبالي أجاد الناس أم بخلوا

نشيدة أنا في كف الهدى نسجت
من لحن داود في الأحشاء تشتعل

دم ودمع وأحلام مسهدة
وأنهر من هيام في الهوى عسل

ذقت الصبابة في كأس الجوى أجلا
للعاشقين فصاحت مقلتي أجل

طرحت في عتبات الغار ملحمتي
والغار يعرف من حلوه وارتحلوا

غار الهدى وعيون الدهر رانية
تغازل الفجر طاب الحب والغزل

غار وفي مقلتيه كل أمنية
أملودة تتهادى عنده الأمل

فالليل فجر وآيات الهدى حلل
والمشرفية عند الغار ترتجل

واللوح يروي أحاديثنا مرتلة
والبيد يسجع في أسماعها الخجل

نعم أنا الغار في أرجائه ولدت
عقيدتي وشبابي فيه مكتمل

فيه اليتيم أبو الأيتام مرتجف
والوحي يهتف والأملاك تبتهل

اقرأ ولو كنت أميا فمحبرة
في راحتك مداد النور ينهمل

اقرأ ودفترك الدنيا وما حملت
واكتب علي هامة الصحرا أنا الأمل

اقرأ وأصحابك للأقلام خط بها
وثيقة النصر يروي متنها الأزل

هجرت في الغار كأس النوم فاغتسلت
بك الدياجي وقام الليل يرتحل

وصنت صوت الهدى يسري فراعده
يزلزل البغي والأصنام تقتتل

والمشرفيات في غار المنى صقلت
بكف خالد لم يفلل لها نفل

اسقيتها من سلاف النور وانتصبت
باسم الهدى وعليها الموت منسدل

جددتها في هوى بدر يلاعبها
عشاقها من كرام فيك قد قتلوا

تراقصت أنفس الكفار من جزع
يوم الكريهة والطغيان مبتذل

أعداؤك القدم شادوا الأرض من ذهب
وفي صحاف من الإبريز قد أكلوا

ومت درعك مرهون علي شظف
من الشعير وأبقي رهنك الأجل

لأن فيك حديث اليتم أعذبه
حتى دعيت ابا الأيتام يا بطل

تأريخنا أنت لا نرضى به بدلا
لو أن تأريخ أمجاد الورى بدل

ومنك صحوتنا الكبرى متوجة
في نفحة من عليل المسك تحتفل

كأن زاكيها أنفاسك ائتلفت
فالطيب من طيبك المأهول يتصل

تغدو إلي طيبة الآمال سافرة
يغني عن الكحل في أجفانها الكحل

إلي رياضك قي قبر ثويت به
فيه الهداية والتاريخ والدول

© 2024 - موقع الشعر