وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ، - الأعشى (الكبير)

وَقَدْ أُغْلِقَتْ حَلَقَاتُ الشّبَابِ،
فأنّى ليَ اليومَ أنْ أستفيصا

فتلكَ التي حرّمتكَ المتاعَ،
وأوردتْ بقلبكَ إلاّ شقيصا

وَإنّكَ لَوْ سِرْتَ عُمْرَ الفَتى ،
لتلقى لها شبهاً أو تغوصا

رجعتَ لما رمتَ مستحسناً،
تَرَى للكَوَاعِبِ كَهْراً وَبِيصَا

فإنْ كنتَ منْ ودها يائساً،
وَأجْمَعْتَ مِنْهَا بِحَجٍّ قَلُوصَا

فقرّبْ لرحلكَ جلذيّة ً،
هبوبَ السُّرى لا تملّ النّصيصا

يشبّهها صحبتي موهناً،
إذا مَا اسْتَتَبّتْ، أتَاناً نَحُوصَا

إلَيْكَ ابنَ جَفْنَة َ مِنْ شُقّة ٍ،
دأبتُ السُّرى ، وحسرتُ القلوصا

تشكّى إليّ فلمْ أشكها
مَنَاسِمَ تَدمَى وَخُفّاً رَهِيصَا

يراكَ الأعادي على رغمتهمْ،
تَحُلّ عَلَيْهِمْ مَحَلاًّ عَوِيصَا

كحيّة ِ سلعٍ منَ القاتلاتِ،
تَقُدّ الصّرَامَة ُ عَنْكَ القَمِيصَا

إذا ما بدا بدوة ً للعيونِ،
تَذَكّرَ ذُو الضِّغْنِ مِنْهُ المَحيصَا

© 2024 - موقع الشعر