صوت الخليج القطريه وفرصه لقاء البدر

للكتاب: عبير البوح،


الدوحة: «الشرق الأوسط»

انتهزت إذاعة «صوت الخليج» القطرية وجود الأمير بدر بن عبد المحسن في دولة قطر لإتمام مشروع يحضر له، واستضافته في برنامج «سهرة خاصة» الأسبوع الماضي، والذي أعد محاوره عبد السلام جاد الله والفنان خالد الشيخ، وقدمه الإعلامي محمد المري برفقة خالد الشيخ أيضا.

وعبر الأمير بدر بن عبد المحسن عن سعادته بما وصفه الفرصة التي حلم بها وتحققت، كما أشاد بالرؤية الفكرية المستقبلية التي تحيط بالحي الثقافي (كتارا)، وذلك بعد جولة له فيه زار خلالها المسرح الروماني ودار الأوبرا. وأوضح الأمير بدر أن زيارته لدولة قطر هي خطوة أولى في مشروع فني كبير يتمثل في احتفالية لكتارا احتفاء بالتجربة الفنية الغنية للشاعر الكبير بمشاركة عدد من أهم الفنانين العرب الذين لحنوا وغنوا قصائد الأمير بدر، كما سيتم تحديد موعد الحفل المرتقب حسب ارتباطات الأمير بدر والفنانين المشاركين. وأضاف قائلا «لا توجد فكرة عظيمة حصلت إلا وكانت مجرد خيال».

وتناولت السهرة جوانب متعددة من حضور الضيف وإسهاماته في المشهد الشعري الغنائي، واستهل حديثه بالتعبير عن سعادته لوجوده في قطر، والإشارة إلى أنه تأخر في زيارتها وأنها جزء منه.

وفي معرض حديثه عن قصائده الغنائية قال الأمير بدر بن عبد المحسن «لا أعتبر كل قصائدي المغناة في منزلة بناتي، فبعضها لا أحب سماعها، وعلى العكس أحب بناتي كلهن، أما نصوصي الغنائية فتنتهي علاقتي بها بمجرد الانتهاء من كتابتها وتسليمها للملحن».

وعن علاقته بطلال مداح قال ضاحكا «كنت أجري وراء طلال مداح إلى أن هداه الله ووافق على أن يغني لي»، وعن التنافس بين طلال ومحمد عبده قال الأمير بدر «كانت المنافسة بينهما لمصلحة الفن السعودي».

وفي معرض حديثه عن الشعر الغنائي نصح الشعراء بتحاشي تلحين النص، لأن الشاعر إذا استسلم للحن فسيقيده اللحن في الوزن، مؤكدا في الوقت ذاته أن من أكبر عيوب اللهجة العامية طريقة نطقها.

وعن الألقاب التي يطلقها عشاق شعره عليه، مثل «مهندس الكلمة» و«البدر» وغيرهما من الألقاب، رد قائلا إنه يفضل اسمه الحقيقي بدر بن عبد المحسن، ليس من باب التواضع وإنما من باب التفضيل على حد قوله.

واعتذر الأمير بدر أثناء حديثه من الملحن السعودي سراج عمر على التقصير في حقه، خاصة أنه أسهم كثيرا في مسيرته الفنية بجانب الفنانين طلال مداح ومحمد عبده. وذكر الأمير بدر أنه عندما بدأ الكتابة الشعرية الغنائية وضع أمام عينيه الشاعر الغنائي الكبير إبراهيم خفاجي.

وفي معرض حديثه عن رواية «توق» ذكر أنها ستتحول إلى مسلسل رمضاني، وهي عبارة عن فانتازيا تدور أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر في قرية وهمية تهدف إلى استفزاز الشعر.

وحين سئل عن حزن الشعراء الأمراء كأبي فراس وامرئ القيس وعبد الله الفيصل، قال إنه يحسد الشخص الذي يستطيع أن «يشق ثوبه» ويشتكي ويعبر عن حزنه، لكن الأمير لا يستطيع فعل ذلك. وأضاف قائلا «يكفي الأمير تعبا أنه لا يستطيع أن يشتكي من تعبه».

وحول الفنون في السعودية قال الأمير بدر إن السعودية الآن تعيش عصر الرواية، وإن الفن التشكيلي له وزنه، لكن نجاح الدراما ليس بالشكل المطلوب رغم وجود مواهب مميزة. وعن الشعر الغنائي قال «كان عصره الذهبي في الستينات والسبعينات نظرا لوجود الرحابنة ومرسي جميل عزيز»، ذاكرا في الوقت نفسه أن الكلمات الشعرية الغنائية في تلك الفترة كانت سهلة لكنها ليست ممتنعة، موضحا أن الصدق وحده لا يكفي للنص الشعري، إذ لا بد من توظيف الإحساس. ونوه الأمير بدر بأنه يكتب أحيانا للمناسبات من أفراح وغير ذلك، لكنه وضعه في خانة المجاملات.

كما أكد أن أغنية «أرفض المسافة» أوصلته إلى حد عدم تجاوزها، وإلا سيصبح الأمر مجرد كلام مبهم وبلا معنى، موضحا أن مذهبها يعد من أعظم أعمال محمد عبده. وأكد افتخاره لأنه لم يمس الجانبين العقائدي والإباحي طوال فترة كتابته.

وعند سؤاله عن كونه شاعر النخبة قال «أنا أذكى من أن أكون شاعرا لأحد»، وعن مقارنة شعره بشعر غيره قال «لو كان الأمير خالد الفيصل والدكتور غازي القصيبي متفرغين لكتابة الشعر لكانت إبداعاتهما مضاعفة»، مؤكدا في الوقت ذاته أن هناك ميزة في شعر خالد الفيصل لا ينافسه فيها أحد، وهي عذوبة الكلمة ووضعها في مكانها الصحيح تماما، مضيفا في هذا السياق أنه لو أحب أن يغني فسيغني شعر خالد الفيصل، لكنه عند الإلقاء يحب إلقاء شعره هو.

وكانت هناك مداخلة من الشاعر فهد عافت، سأل فيها الأمير بدر عن لحظة الدهشة أثناء الكتابة فقال الأمير بدر «أجمل اللحظات تكون عندما يندهش الشاعر من شعر هو كاتبه، ويتساءل: من سبقني إلى كتابة هذا الشعر؟.. وأحيانا من دهشتي أقف على السرير وأصرخ قائلا (يخرب بيتك يا بدر على هذا الخيال)»، ثم أردف فهد عافت سؤاله في مداخلته بالقول «الأمير بدر بن عبد المحسن يفتح دروبا يسكنها أناس كثيرون ثم يغادرها لفتح دروب غيرها، وإن أجمل ما في شعره كمية الشعر».

وفي مداخلة أخرى للشاعر مسفر الدوسري قال إن في السعودية ثلاث ثروات، الأولى الحرمان الشريفان، والثانية ثروة البترول كثروة اقتصادية، والثالثة الأمير بدر بن عبد المحسن كثروة شعرية. كما كانت هناك مداخلات من شعراء وإعلاميين، منهم الشيخ ناصر بن حمد بن ناصر آل ثاني، والشاعر العماني صالح الرئيسي، والشاعرة السعودية الهتان، والإعلامي الإماراتي عارف عمر، فضلا عن الشاعر القطري فهد بن راشد الذي رحب بالأمير بدر شعرا، بالإضافة إلى الإعلامي والشاعر حميد البلوشي.

© 2024 - موقع الشعر