حزين عمر وحزب المساواة

للكتاب: عبير البوح،


أعلن الشاعر المصري حزين عمر عن تأسيس حزب سياسي تحت مسمى"المساواة" للمشاركة في الحراك الحادث في مصر خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير.

مضيفا أن أهم ما يميز الحزب الجديد أن غالبية المؤسسين من طبقة الكتاب والمثقفين المصريين بالشكل الذي يمكن أن يجعلنا نطلق عليه مسمى حزب المثقفين.. وكالة أنباء الشعر التقت حزين عمر لتتعرف منه على الأسباب التي دفعته لتأسيس الحزب السياسي والدخول في غمار الحياة السياسية المصرية.

-ما السبب في اتجاهك للساحة السياسية في الوقت الحالي من خلال تأسيس حزب سياسي؟

الجو العام في مصر قبل الثورة لم يكن يشجع على ممارسة العمل السياسي ولا الانضواء تحت أي تيار حزبي،وكان موقفي الدائم أنه لا أحزاب حقيقية في مصر وحاولت يوما ما أن أتزحزح عن هذا الموقف في غمرة الفرح بإنشاء الحزب الناصري فالتحقت به وهو في مراحله الأولى رغم تحذيرات بعض الناصريين الكبار لي بأن هذه التجربة ستلحق بغيرها من التجارب الحزبية السابقة، وبعد الممارسة بمدة قليلة تبين لي صواب رأي هؤلاء الكبار المحنكين فعدت إلى قواعدي مهشم الآمال في نجاح أي حزب مصري.

واستقر مقامي بين الجمهور على هذا الأساس ورأيت أن الهامش الضئيل المتاح لنا بلا تزوير أو تزيف هو العمل الثقافي العام فخضت تجربه الانتخابات في اتحاد كتاب مصر وفزت بعضوية مجلس إدارته كأصغر عضو في تاريخه كان عمري 35 عاما.. وواصلت تجربة خدمة الأدباء في مجلس الإدارة من خلال موقع أمين الصندوق وكنت أصغر أمين صندوق أيضا، ودفع بي زملائي إلى موقع ثالث جديد كأصغر سكرتير عام أيضا.

بعد الثورة العظيمة حدث انقلاب في الأفكار والمواقف لدى الكثيرين من الوطنيين وتحولنا من الإحباط إلى التفاؤل، ومن القهر إلى العدالة والحرية، وسقطت الأحزاب العصابية وخاصة ما كان يسمى بالحزب الوطني وسقط حكم الفرد وأصبحنا أمام تحد بأن نضيف إلى كفاح الشباب في ثورة 25 يناير وأن نبني عليه بناء ديمقراطيا يتجسد بالدرجة الأولى في الأحزاب… فشكل الحكم في مصر بدء من الآن سيكون من خلال التنافس بين أحزاب حقيقية تخرج الآن من رحم الثورة من أجل خدمة الوطن عبر مجلس الشعب الذي ستتشكل الحكومة من خلاله كما أن هذه الأحزاب الجديدة والأحزاب عامة الممثلة في المجلس القادم لها حق ترشيح رئيس للجمهورية بحكم التعديلات الدستورية الجديدة، لقد رأى عدد كبير من المفكرين والمبدعين والمثقفين والمهنيين والموظفين والعمال وغيرهم أن يلتئموا في كيان سياسي حزبي وطني يحمل اسم المساواة واختاروني وكيلا للمؤسسين وأصدرنا بيانا تأسيسيا بعد مناقشات فكرية مفتوحة يطرح رؤانا في العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي، في مصر وكذلك علاقة مصر بدائرتها العربية والإفريقية.

-لكننا نرى الغالبية العظمى من المؤسسين من الشعراء والكتاب وحتى أنت في الأساس شاعر فهل يمكن أن نقول أن الحزب هو حزب للكتاب والمثقفين؟

لا أنا لدي دائرتان من العلاقات فدائرتي الأولى هي الوسط الثقافي وليس بعيدا عن المنطق كذلك أن تحديد أفكار الحزب واتجاهاته عمل ثقافي بحت لكن التطبيق على أرض الواقع والتحرك في الشارع بعد ذلك يستوعب كل الفئات والأجيال والمهن ولا ننسى كذلك أن المثقفين فئات عدة.. وليسوا فئة واحدة منهم الصحفي والأديب والطبيب والمحاسب والعامل والموظف والمدرس.

-لكننا أيضا يمكن من خلال النظر للمؤسسين أن نقول نحن أمام حزب للكتاب؟

ربما تطلقين هذا الحكم بالنظر إلى الدائرة الضيقة للمؤسسين الأوائل لكن أعضاءنا الآن منتشرون في القاهرة والسويس والإسكندرية وقنا الفيوم الشرقية وغيرها من محافظات مصر ممن يمثلون شتى فئات الشعب

نود أن نتعرف على بعض الأسماء المشاركة في الحزب؟

يشارك في الحزب الكتاب د.حسن فتح الباب، عبد الوهاب الأسواني، هالة فهمي، صلاح معاطي، اسعد رمسيس، محمد الفخراني، مجدي جعفر، نجلاء محرم، أحمد عبده، صبري قنديل، د.هاني الرفاعي.

-لكن هناك سؤال مهم فما الذي يدفع الكتاب لترك عالمهم والنزول للمشاركة في حزب سياسي، وما الذي يقدمه الحزب لهم؟

الحماس بتشكيل الأحزاب صار بعد الثورة اتجاها طاغيا ومجرد أن نعرض على الأصدقاء بياننا التأسيسي كنا نجد استجابة كبيرة وحماس للمشاركة.

-لكن ما الذي دفعك إلى التفكير والبدء جديا في إنشاء الحزب ولم تتجه مثلا للمشاركة في حزب من الأحزاب العديدة التي بدأ الإعلان عنها مؤخرا وهي كثيرة بالمناسبة؟

قبل أن اعرف بتشكل حزب ما كنت قد فكرت في إنشاء هذا الحزب كما أنني كريفي أفكر بعقل غير مركزي وأريد التخلص من سيطرة القاهرة من شئون هذا الوطن وهيمتنا على هذا الوطن كعاصمة مستبدة وهذا التوجه لم المحه في أي تيار سياسي آخر ممن اطلعت عليهم، ورأيت كثيرين يشاركونني هذا التوجه، فمصر العظيمة الخالدة ليست هي القاهرة وحتى ثورة 25 يناير

لم تكن صناعة قاهرية بحته بل شارك فيها أبناء الوطن من معظم المحافظات وأظن حزب المساواة يقدم بعض التصورات التي تجعله متفردا ومختلفا وان اتفق مع تيارات أخرى في خطوط عريضة مرتبطة بالمفاهيم الليبرالية.

-ماذا أيضا عن الاسم ولم اخترت "المساواة" كعنوان للحزب ولم يكن الاتجاه لأسماء لها علاقة بالثورة كما هو سائد في الأحزاب التي أعلن عن تأسيسها مؤخرا؟

بصراحة هناك أزمة أسماء في الواقع السياسي الآن فمعظم من شارك في رسم خطوط ثورتنا العظيمة اتجهوا كسلوك حضاري وطبيعي إلى تأسيس أحزاب ورغم اتساع الآفاق فان اللغة كانت تضيق عن احتواء كل التوجهات، كثير من الأحزاب ترتبط بالتحرير الحرية والثورة ومصر إلى درجة أن تركيبا أو مفردة واحدة يمكن أن ترينها الآن عنوانا لأكثر من حزب وإذا كنا نحن نعنى بقضية المساواة بين المصريين بعيدا عن التقسيمات الدينية والفئوية والجغرافية وعلى أساس الكفاءة فان اصدق مفردة تجمع هذا بالمعنى الواسع هي مفردة المساواة ولا احد يشاركنا في هذا المسمى الذي اخترناه وأعلناه منذ فترة طويلة.

نظرا لكون الحزب يعبر عن تفكير واتجاه عدد من المثقفين ..ما الدور الذي سيقدمه الحزب في خدمة الثقافة المصرية خاصة والعربية عامة؟

نحن نعنى بمنابتنا الثقافية العربية ونعتبر الأقطار العربية كيان واحد والثقافة واللغة العربية هي العباءة الكبرى التي يرتديها الجميع ومع إيماننا بدور ما للدولة في دعم الثقافة فإننا نحرص كل الحرص على ديمقراطية الثقافة بتشكيلاتها المختلفة فمثلا لا نتحمس لوجود وزارة للثقافة ولا لرقابة على المصنفات الفنية والدرامية.. ولابد مثلا من أن يعاد تشكيل المجلس الأعلى للثقافة في مصر عبر انتخابات كاملة وحرة بين المثقفين بشكل شفاف ودوري.

-ما السبب في عدم التحمس لوجود وزارة للثقافة رغم أن غالبية إن لم تكن كل دول العالم بها وزارات للثقافة تهتم بالدور الثقافي في كل بلد؟

نرى ان يكون هناك تنسيق يبن الهيئات والكيانات الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة المنتخب كيانه من المثقفين وبالتالي نجمع بين الدولة ودعمتها وبين ديمقراطية الثقافة وحرية الأقلام بدون إغواء ولا قهر ولا تدجين طبقا للسياسات الثقافية التي سقطت أو ينبغي أن تسقط مع سقوط الدكتاتورية والطغيان على يد ثوار 25 يناير.

-حدثنا عن أهم مبادئ الحزب ؟

الحزب له عدة مبادئ تتجسد فيما يلي

أولا: للعقل مطلق الحرية في التفكير والتعبير بدافع الإقتناع فقط.

ثانيا:لابد من تجسيد المساواة بين أبناء الشعب على أرض الواقع وفي الممارسة العملية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو العلمي، ولا يمنع أي مواطن عن تولي أي موقع سواء كان بالانتخاب أو التعيين بسبب انتمائه الفكري أو المذهبي أو الديني أو الجغرافي أو الجنسي.

ثالثا: إطلاق الحريات العامة بدون أي يود، في مجالات إصدار الصحف،إنشاء الأحزاب، إنشاء القنوات التلفزيونية وغيرها.

رابعا: التخفيف من البنية المركزية المستقرة في مصر منذ آلاف السنين

وتوزيع مؤسسات الحكم وفرص العمل والبناء والإعلام وغيرها على كل محافظات مصر، طبقا لاحتياجات سكانها وتركيبتها الطبيعية.

خامسا:إقامة عاصمة جديدة لمصر بعيدة عن القاهرة الكبرى وتملك إمكانات التطور والنمو والحياة والامتداد والاستغناء عن العاصمة القائمة حاليا.

سادسا: تأكيد مفاهيم الانتماء القومي العربي بصفة الشعب في مصر جزءً لا يتجزأ من الشعب العربي في كل الأقطار وبصرف النظر عن الانتماءات المذهبية والدينية والفكرية لهذا الشغب العربي.

هذا إضافة إلى عدد آخر من المبادئ المهمة التي نعمل على تأصيلها.

© 2024 - موقع الشعر