قريبا حياة الراحل محمود درويش ع الملا..

للكتاب: عبير البوح،


عترف النجم والمنتج فراس إبراهيم الذي يستعد لتقديم سيرة حياة محمود درويش في مسلسل تلفزيوني أنه قد «تحول من محب له إلى عاشق بعد عامين ونصف العام من القراءة والبحث للوصول إلى مفاتيح هذه الشخصية التي ما زالت حية في أذهاننا وحاضرة وكأنه لم يمت بعد» ويضيف إبراهيم: أعيش معه عشر ساعات يومياً حتى بدأت أرى الدنيا من خلاله ولكن لا أدعي أني أستطعت الإمساك بكل خيوط الشخصية لأن كل يوم جديد أكتشف شيئاً ما فيها. وكتب العمل الكاتب المعروف حسن م يوسف وسيخرجه نجدة أنزور وتبدأ أحداثه في باريس صيف عام 2008 وقد رحل إليها محمود درويش لإجراء تحاليل وفحوصات طبية لقلبه حيث يلتقي مع فتاة مصرية تحبه دون أن تدري أنه قد عاش يوماً ما قبل ولادتها قصة حب مع أمها ومن ثم يغادر درويش باريس إلى الولايات المتحدة الأميركية لإجراء العمل الجراحي الذي قضى بعده وفي الطائرة يستعرض درويش شريط حياته الذي بدأ بالنكبة وانتهى في الغربة.

يستحضر اجتياح الصهاينة لقريته (البروة) ونزوح أسرته إلى لبنان ثم عودة الأسرة تسللاً إلى القرية وقصة حبه الرقيقة التي عاشها مع الفتاة اليهودية (ريتا) والتي تنتهي نتيجة التهديدات المتكررت من ابن عمها شلومو:

يين ريتا وعيوني بندقية

والذي يعرف ريتا ينحني

ويصلي لإله في العيون العسلية

كما يرصد العمل أهم المفاصل في حياته عندما كان في فلسطين التي تحولت إلى (إسرائيل) كعلاقته مع الشاعر سميح القاسم الذي يعاني معه الجوع والسجن وتحديد الإقامة ثم مغادرته إلى موسكو فالقاهرة التي يصل إليها في عام 1971 حيث يعمل في صحيفة الأهرام المصرية وحياته في بيروت إبان الحصار الصهيوني لها في عام 1982 وخروجه منها متسللاً في سيارة السفير الليبي إلى دمشق عندما يعلم أن الصهاينة يبحثون عنه.

كما يتناول العمل علاقته مع الزعيم الراحل ياسر عرفات ومفاصل أخرى في حياته عاشها في روما وفيينا وعمان وسواها من المدن التي تنقل عبرها درويش في طريقه للوصول إلى قبر في الوطن ليس أكثر.

ويشارك في العمل الذي يبدأ تصويره في العشرين من الشهر الجاري أكثر من 200 ممثل رئيسي من سورية والبلدان العربية ويؤكد فراس إبراهيم أنه اتفق مع أنزور على إسناد شخصيات العمل لأهم النجوم حتى لو كانت مساحة الشخصية عدة مشاهد في المسلسل «لأنه ليست هناك شخصية معينة عاشت معه فترة طويلة حتى أمه وزوجتيه اللتين عاشتا معه كل واحدة ستة أشهر، هذا العمل سينفذ بالفنانين الذين لديهم رغبة أن يكونوا فيه وليس بالذين نرغب أن يكونوا فيه فأنا أرى أنها تجربة قد لا تتكرر وأغلب الفنانين العرب يتمنون أن يكونوا شركاء فيها».

وتلعب النجمة سلاف فواخرجي شخصية (ريتا) حيث يعتبر إبراهيم أن موافقتها على المشاركة في المسلسل «مكسب ودفع، وإضافة حقيقية للعمل» وسبق لإبراهيم أن تعاون مع فواخرجي في المسلسل الشهير (أسمهان) الذي عُرض منذ عامين وحقق نجاحاً كبيراً.

«كان تعاوناً مثمراً للغاية وكان اجتهاد وصدق سلاف السبب الرئيسي لنجاح العمل وقد وافقت على المشاركة في مسلسل محمود درويش دون أي شروط». ورداً على سؤال يتعلق بعودة التعاون بين سلاف فواخرجي والمخرج نجدة أنزور بعد خلافها الشهير منذ سنوات قال إبراهيم: لقد أعاد محمود درويش المياه إلى مجاريها بين نجمة كبيرة ومخرج كبير وهما قمتان عاليتان في الدراما السورية ولا أعتقد أن الخلاف الذي حصل قد وصل إلى مستوى القطيعة الكاملة وقد تجاوز الاثنان كل خلاف وإن شاء الله فسنصل بالعمل إلى أفضل صيغة فنية».

من جانبها قالت سلاف فواخرجي لـ«الوطن»: رأيت أن الواجب يقتضي أن أكون في هذا العمل لأنه يتناول شخصية عربية كبيرة ولن أنسى أن محمود درويش اتصل بي في عام 2003 مبدياً إعجابه بأدائي وبالأعمال التي أشارك بها وللأسف لم تتسن لي الفرصة للقائه كما أن النجاح الذي حققناه في مسلسل (أسمهان) يعتبر حافزاً لعودة التعاون مع الفنان فراس إبراهيم فهو فنان مجتهد وجدي يتعامل مع مشروعاته بكل صدق ومن الواجب الوقوف معه في هذا المشروع المهم، وبخصوص خلافها مع المخرج نجدة أنزور أكدت فواخرجي أنها تجاوزته «هو مخرج مهم وأعتقد أنه من المخرجين القلائل القادرين على التصدي لعمل يتناول سيرة حياة واحد من أهم عمالقة الشعر العربي».

ويشارك في العمل عدد من النجوم السوريين والعرب منهم: أسعد فضة، عابد فهد، سوزان نجم الدين، عبد الرحمن آل رشي، زيناتي قدسية، رانيا أحمد، وسواهم وسوف يصور في سورية وعدة دول عربية وأجنبية.

ويشير إبراهيم رداً على سؤال إلى أنه لم يتفق حتى الآن مع أي جهة إنتاج في سورية وخارجها وأنه بدأ في الانتاج منفرداً «ولكني أعرف أن هناك عدة جهات مهتمة بالعمل وتتمنى أن يكون شريكة في هذا المشروع الدرامي الكبير». ويَعِدُ إبراهيم أن تكون العمل على مستوى محمود درويش كقيمة ورمز «ترك لنا تفاصيل تستحق أن تصور وحياة يختلط فيها المغرق في الفردية بالذات الجماعية حتى ليصبح درويش هذا الرجل العادي حتى الإدهاش والبسيط حد العبقرية هو فلسطين نفسها».

متعلق بي

© 2024 - موقع الشعر