عاطلون.. إلى متى؟ منيرة ناصر آل سليمان

للكتاب: موقع الشعر،


قالت: لم أفهم حقيقة لم كل هذه البطالة في بلادكم؟

قلت: ببساطة لا يوجد وظائف! يعني لا يوجد عمل!

قالت: أين الوظائف؟

قلت: كلها مشغولة!

كان هذا حواري مع صديقتي التي حاولت استيعاب الواقع ليس من كونها خليجية، بل لأنها زوجة سفير سابق تنقلت ربع قرن تقريبا بين عدد من الدول العربية والأجنبية، الغنية والفقيرة ومع هذا لم تلحظ كل هذه الشكوى من البطالة كما لدينا الآن!!

بالنسبة لصديقتي لم تستوعب بعد أن يبقى الرجل بلا عمل، يدور بملف يكاد يبلى يضم شهادة أكاديمية تكاد تتمزق أو حتى شهادة أقل يزاحم آلاف المتقدمين على وظيفة صغيرة براتب صغير أيضا!

وبالنسبة لي لم أستوعب بعد كيف تستمر الحال على ما هي عليه وأشد منذ عدة سنوات؟!

إلا يجد أبناء الوطن وظائف، وأن يحصر العمل في الوظيفة فحسب! وتكون هي مصدر الدخل فقط! لكن مع انعدام رؤوس الأموال لديهم وندرة المساعدة من قبل الجهات الحكومية والخاصة لعمل مشاريع صغيرة لم يعد لديهم سوى طابور الوظائف يصطفون خلفه في ملل (وقلة حيلة) يتأملون بعض الملفات المتطايرة فوق رؤوسهم تحملها أنامل الواسطة التي لا تعترف ولا تنحني لمفهوم القانون ولا مبدأ الشروط وبالتالي من هو الأحق!!

المزعج فعلا أن من يستلم الملفات سواء في جهات حكومية فضلا عن الخاصة موظفون أجانب من الذين يُعتقد بتدني رواتبهم أمام السعوديين في حين يلتهمون الكثير في أشكال من البدلات التي يحرم منها ابن الوطن!!

الفترة التي قد كنا نعتبرها منقذة من هذا المأزق وخففت الكثير من الضغوط على طلبات المتقدمين للوظائف بل إن البعض استقال من وظيفته ليتفرغ أكثر لمتابعة مصدر دخل جيد ومبهر!!

كانت فترة نشاط سوق الأسهم وتصاعد مؤشرة الذي أغرى الناس وتسابقوا للدخول فيه، كانت فترة من الانتعاش إن جاز لي التعبير خاصة لفئة العاطلين وبالتالي خفت كثيرا حدة المطالبة بالوظائف وبدا الناس وكأنهم مقبلون على طفرة مدهشة وغنى غير مسبوق!! وفجأة تهاوى كل شيء على رؤوس الجميع إلا من ندر من المستفيدين! وضاع كل شيء

وأصبح الكثيرون يعانون حتى الآن!!

وعادت اسطوانة قلة الوظائف بحدة هذه المرة وازداد عدد العاطلين خاصة مع فقد البعض لوظيفته وتلاعب الشركات بمفهوم السعودة وكثرة الخريجين والخريجات وندرة رؤوس الأموال وانعدام المداخيل تماما!

الحقيقة ليست وزارة العمل وحدها المعنية بهذا الأمر بالرغم من مسؤوليتها المباشرة بل كل الوزارات كل المسؤولين وكل الحكومة! الجميع مسؤول أمام الله تعالى أولا ثم أمام الوطن وشبابه وأمام التاريخ!!

© 2024 - موقع الشعر