الشعر الموزون والشعر الملحون والفرق بينهما ..!!

للكتاب: موقع الشعر،


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

أما بعد ..

سؤال يطرح نفسه بـ إلحاح شديد ..

هل هناك فرق بين الشعر الملحون والشعر الموزون ...؟

كما هو الحال في الإعراب مثلا .. فالكلام المعرب يختلف

عن الكلام الملحون .. ولكن هل يوجد في سؤالنا السابق

فرق بين الملحون والموزون من الشعر النبطي

..؟

بداية لنـُعرّف مصطلح الملحون .. والموزون .. ولنعرف أيضا

مصطلح المعرب من الكلام .. والملحون من الكلام كذالك ..

المعرب من الكلام هو ما انطبقت عليه شروط الأعراب الصحيحة

بـ أن يكون المرفوع مرفوع .. والمنصوب منصوب .. والمجرور مجرور ..

أما إذا كان لدينا نص وكان مشكلا بتشكيل غير سليم .. بمعنى

أن هناك كلمة من المفروض أن ترفع .. ولكننا نصبناها .. وكلمة أخرى

يجب أن تجرّ ولكننا رفعنها .. هكذا يكون الكلام ملحون فقط وليس

معرب حسب قواعد الإعراب الصحيحة ..

نعود لسؤالنا السابق ...

ماهو الشعر الموزون ...؟

هو الشعر الذي يكون موزونا على بحر معين من البحور التي

اتفـُقّ عليها

من قبل نقاد الشعر وباحثيه ِ وحافظيه ِ في الشعر النبطي

أما الشعر العربي فقد وضع الخليل علم العروض .. وانتهى الأمر .

فهم اتفقوا على أن الشعر النبطي مقتبس من الشعر الفصيح

في بحوره أو أعظم بحوره .. ولهذا سمي بالنبطي ..

لأنه مستنبط من الشعر الفصيح .. وعليه فأنه خاضع لما يخضع

له الشعر الفصيح من جهة الوزن والقافية .. مع إهمال اللغة والقواعد

اللغوية الصحيحة .. فالنبطي هو بمختلف اللهجات من الوطن العربي

الكبير .. أما الفصيح فهو بلغة واحدة .. وهي اللغة العربية الفصحى .

وللشعر العربي الفصيح هناك بحوره الواضحة والمحددة ..

ولا يجوز فيه الخلط بين التفاعيل لأنه يعتبر خلط بين البحور

وبالتالي هو عيب من عيوب القصيدة .. وكسر أيضا ..

وعلى هذا الكلام أيضا سار جميع نقاد الشعر النبطي كلهم

فجعلوا للشعر النبطي بحورا وتفاعيل كما هو الحال في الشعر العربي

الفصيح .. فكل بحرا له تفاعيله الخاصة بهي وبالتالي له لحنه

الخاص بهي وأن اختلفت الألحان من شخص لآخر أو من

إيقاع لآخر .. كما نلاحظ في الأغاني هذه الأيام فكم من القصائد

التي تغنى بمختلف الحناجر والألحان ولكنها في الآخر هي

على بحر واحد ..برغم اختلاف الألحان

و قد يكون مسحوب أو هجيني أو ما شابه ..

وهناك قاعدة متّفق عليها بين جميع النقاد تقريبا .. ومنهم على سبيل

المثال لا الحصر المؤلف أبو عبدالرحمن الظاهري الدكتور غسان الحسن

وغيرهم وغيرهم من النقاد

..

وهي أن الوزن هو أساس الألحان

فأي بيت موزون .. على وزن سليم .. يمكن غنائه على عدة ألحان

إذا ومع الأخذ في الحسبان أننا قد سلمنا بهذه الحقيقة كاملة

فعليه يكون الشعر الموزون هو :

ما اتفقّ غنائه لحنا مع التفاعيل العروضية ..

أما الشعر الملحون هو ما اتفقّ

مع

اللحن للبحر فقط ولكنه مختلف في التفاعيل العروضية .

بمعنى آخر ...

لو أخذنا مثلا بيت أو شطر على بحر المسحوب

وليكن هذا مثلا :

ياليل خبّرني عن امر المعاناة

وتقطيعه العروضي كا التالي :

ياليل خبـْ

بِـرني عن امـ

ـر المعاناة

|5|5||5

..

|5|5 || 5

..

|5||5|5

تصبح معنا تفعيلة على النحو التالي :

مستفعلن مستفعلن فاعلاتن ...

وهذه تفعيلة بحر المسحوب كما هو معروف

إذا هنا نقول عن هذا البيت أو الشطر أنه شعر موزون .

أما لو كان لدينا هذا البيت مثلا :

عسى فيما يشرح صدور المعاليل

ولو قطعنها عروضيا لكان هكذا :

عسى فيما

...

يشرح صدو ... ر المعاليل

||5

|5|5

...

|5|5 || 5

...

|

5||5|"5

( " ) أشارة لحرف يخرج من الحنجرة فقط ولكن

لا ينطق وبالتالي لا يدخل من ضمن الوزن ولا يؤثر عليه

قاعدة متفق عليها عند أكثر نقاد الشعر النبطي

..

وتكون تفعيلته كا التالي

:

مفاعيلن مستفلعن فاعلاتن ...

وهذه التفعيلة ليست على بحر المسحوب .. فهي تختلف عن التفعيلة

السابقة .. برغم أن الشطر يمكن غنائه على لحن الشطر

الأول والذي هو موزون على بحر المسحوب ..

وهذا الشطر نسميه أو يطلق عليه النقاد بيت ملحون .. وليس موزون

وهكذا عرفنا الفرق بين الشعر الموزون والشعر الملحون ..

مثله مثل الكلام المعرب .. والكلام الملحون فقط ..

بل أن القصيدة التي لا تتفق مع البحر والعروض ( الشعر الملحون )

هو ليس شعرا .. عند جميع النقاد على الإطلاق .

فهل ما ننظمه ونكتبه من شعر .. موزون أو ملحون فقط .؟

تقديري للجميع .

© 2024 - موقع الشعر