وجهة نـظر (( حول إختلاف لهجة الشعر النبطي ))

للكتاب: موقع الشعر،


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

تحية طيبة لكم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وجهة نظر :

أنتشر في هذا الوقت مفهوم حول الشعر النبطي وللأسف أنه ساد بين

الكثيرين .. وهو أن الشعر النبطي إنما هو الشعر الذي يكون بلهجة

أهل البادية في جميع الوطن العربي .. فماذا عن الشعر العامي إذاً ..؟

ولعل برنامج الشعر الذي أشتهر مؤخراً (( شاعر المليون )) قد رسخ

هذه الفكرة وزادها تعميق أكثر مما كانت عليه في السابق ..

والحقيقة أن الشعر العامي هو الشعر النبطي ..

وإنما سمي بالنبطي لأنه أخذ بحوره أو أعظم بحوره

من الشعر العربي الفصيح ..

بمعنى أنه قد استنبطت بحوره من بحور الشعر الفصيح

ولهذا سمي بالنبطي وليس كما يذكر البعض أن سبب

التسمية هي نسبة لقبيلة أو لمنطقة النبطية ..

فشعرائه قد ساروا على نهج الشعر الفصيح ..

ولكن كلن بلهجته الشعبية فأهل البادية ينضمون بلهجتهم

وكذالك أهل الحاضرة ينظمون بلهجتهم ..

وفي جميع الأحوال هو شعر عامي نبطي ..

فليس من أساسيات القصيدة النبطية أن تكون على لهجة معينة ..

وليس هناك فئة تتفرد بالشعر العامي النبطي دون أخرى ..

ولعلي أستشهد على كلامي هذا بعدة كتب

تخصصت في نقد ودراسة لشعر العامي والنبطي ..

ومنها مثلا كتاب (( الشعر العامي النبطي بلهجة أهل نجد ))

للمؤلف أبو عبدا لرحمن بن عقيل الظاهري .. حيث يتضح

لنا جلياً من خلال سميته للكتاب بالشعر العامي النبطي بلهجة أهل نجد

ولم يقل الشعر النبطي لا يكون إلا بلهجة أهل نجد مثلا ً ...

أو بلهجة معينة أخرى .. هذا فضلاً عن ما أورده في كتابه

حول الشعر العامي وبحوره في معظم

الوطن العربي والجزيرة العربية على وجه الخصوص ..

ومن المعروف أن الشعر النبطي لهجة عربية شعبية

وليس لغة عربية فصحى فلا ضير أن تختلف هذه اللهجات

وأن توحدت البحور .. أهم نقطة أو أن يكون شعر موزون

مقفى حيث أن الشعر العربي بجميع أنواعه ملتزم بالوزن ..

وقد تسقط القافية في الشعر التفعيلة .. ولكن يبقى الوزن

وهو أساس جميع أنواع الشعر .. وإلا فلن يكون شعراً بدون وزن ..

وفي السعودية هناك شعراء من الشمال والجنوب والشرق

والغرب ينظمون الشعر النبطي برغم اختلاف اللهجات في ما بينهم ..

فلهجة أهل نجد تختلف عن لهجة أهل الحجاز ..

ولهجة أهل الجنوب تختلف عن لهجة أهل الشمال

ومع هذا ينتمي الجميع إلى لهجة واحدة في النهاية وهي

اللهجة السعودية التابعة للغة العربية .. ووطن واحد أيضاً ..

بل أنه هناك شعراء في العراق وفي سورية وفي الأردن

وفي اليمن أيضاً .. وفي جميع الوطن العربي وبرغم اختلاف

اللهجات بينهم إلا أن بحور الشعر بينهم تبقى هي نفسها في الغالب ..

حيث أن الجامع بينها هو أنها مستنبطة من بحور الخليل

بحور الشعر العربي الفصيح ..

وكل نتاجهم هو شعر عامي نبطي أو نبطي عامي ..

ولعلي أضرب أمثلة على ذالك :

فمثلاً لو أخذنا بحر القلطة في السعودية

وهو على : مفاعلين مفاعلين (( هزج تام ))

نجد في العراق من ينظم عليه وكذالك في اليمن وفي

مصر وفي المغرب وفي جميع الوطن العربي ..

وقد تختلف التسميات للبحر من مكان لآخر ولكن يبقى هو نفسه

ومثلاً بحر الشيباني والذي على :

مفاعلين مفاعلين مفاعلين مفاعيلن

والمشهور في نجد .. نجده نفسه عند شعراء اليمن ولكن يسمى

الشبواني وهو تراث مشهور عندهم أيضاً ..

وعلى هذا المنوال لو قسنا باقي بحور الشعر النبطي

على مستوى الوطن العربي الكبير ..

إذاً في النهاية نخرج بهذا الاستنتاج

أن جميع الشعر العامي في الوطن العربي هو شعر

نبطي سواء كان بلهجة بدوية أو حضرية .. سعودية أو عمانية ..

مصرية أو يمنية عراقية أو قطرية .. لأنه لهجة وليس لغة

واللغة هي الأم للهجات وليس العكس ..

فاللغة العربية مليئة بلهجات الشعب العربي

من المحيط إلى الخليج ..وكذالك جميع لغات العالم

فمثلاً لغة الأوردو تجمع لهجات السند والهند .. وهكذا

مع حفظ المقام للغة العربية طبعاً التي كرمها الله وحفظها سبحانه

وجعلها أغنى لغات العالم وأثراها بلا شك .

ولعله قد جمع بيننا كا عرب أبناء أمة واحدة بعد أن فرقتنا الحدود .

كلمة أخيرة :

وجهة نظر تنتمي لمدرسة أخذت عنها هذا الرأي

ومن أساتذتي في هذه المدرسة على سبيل المثال لا الحصر :

المؤلف والناقد : أبو عبدالرحمن الظاهري

في كتابة الشعر العامي النبطي بلهجة أهل نجد

الدكتور : غسان الحسن .. وهو غني عن التعريف

الشاعر الكبير : الأمير خالد الفيصل

الشاعر الكبير : طلال السعيد

وغيرهم من كبار النقد والشعر النبطي

تحيتي الطيبة للجميع .

أخوكم ــ احمد الكنـْدي

© 2024 - موقع الشعر