(كان هذا العريس قد ابتُليَ بخيارين أحلاهما مُر! فإما أن يستأجر بيتاً ليُقيم فيه هو وعروسه وإما أن يبني بيتاً في أرض أصهاره الذين أبدَوا محبته ، وأظهروا مَوَدَّته! وعرضَ على صهره أبي العروس وصاحب الأرض أن يشتريها منه ، ويكون السداد على الأيام حسب الوسع! فأبى الصهرُ وقال: هذه القطعة من الأرض هدية لابنتي! فبنى العريسُ البيت ، وكان سقفه ألواحاً من الخشب عليها الحطب والقش ، وطبيعي جداً أنه إن كان يقي من الحر صيفاً فلا يمنع من المطر شتاءً! وسافر العريس ، واستباح الأصهارُ البيت ، وحولوه إلى حظيرة للدواجن! وخان الأصهارُ الأمانة ، فما صانوها بالصيانة ولا حفظوها ولا رَعَوها حق رعايتها ، وذلك بتركها على عِلتها ، وهذا أضعف الإيمان! وكان ذلك منهم على سبيل التمهيد لهدم ذلك البيت ، ولنا الظاهر ، والله تعالى يتولى السرائر! والأصل أنهم جيرانٌ وأصهارٌ في الوقت ذاته! وكانت إحداهما تغني عن الأخرى ، وتكفي للمحافظة على البيت من التلف والهدم! وليس ما يتطلبه البيت أمراً مُستحيلاً مُكلفاً! إنها بضعة أمتار من المُشمع البلاستيكي أو المَطاطي السَّمِيك تُفرش فوق سطحه ، لتحُول بين مياه الأمطار وبين البيت ، فلا يلحق

© 2024 - موقع الشعر