(اعتاد ذلك الأشيبُ على حُب الظهور بين الناس! وهو مرضٌ نفسيٌ يجعلُ صاحبَه يحب التميز والظهور على أكتاف الآخرين! كما يجعله يتصدرُ المجالس بحق أو بباطل! ولأن أشيب قصيدتنا لم يأخذ قسطاً من العِلم لا في المدارس والمعاهد والجامعات ، ولا على أيدي العلماء وطلبة العلم ، ولا من الكتب قراءة وبحثاً ودراسة على نسق التعليم الذاتي! فساعده جهله على حب الظهور! فكان يتصيد من كلام من يجالس من العلماء وطلبة العلم أية نادرةٍ في الحديث أو التفسير أو اللغة أو الإعراب ، ليقوم بامتحان من يجالس ، بهدف أن يُثبت للمحاور دونيته في العلم ، وأنه أعلم منه! ولما علم الناسُ عنه ذلك كانوا ثلاثة فرقاء: فريق يأخذه بظاهر أمره ، وفريق يصدقه بظاهر الكلام ، وفريق يتساهل ويسكت احتراماً للسن والعلم معاً ، وفريق يجادل ولكنه ينهزم في النهاية لغلبة الطيش والنزق والجهل! إلى أن أتى اليوم الذي لم يتوقعه الأشيب. فكنتُ معه عند صديق هو إمام وخطيب تخرج في جامعة الأزهر ، وطبيعي أن يكون على درجة من العلم الشرعي بحكم التخصص على الأقل!وحدث موقف علمه صديقه حجمه!)

© 2024 - موقع الشعر