تذكر يوسف وموسى!
(الأمهات الواعيات الراشدات هن من ينصحْن لأولادهن ولبناتهن ، ولا يتركوهم هملاً كالغنم الشاردة! وكم من نصيحةٍ فذةٍ مخلصةٍ لأم حريصةٍ فقيهةٍ واعيةٍ طالبة علم ، صحّحتْ درباً ، وغيّرت مساراً ورسّخت قيماً! فهذه أم تُذكّر ابنها بعفة يوسف وشهامة موسى! أرادتْ إحدى الصالحات أن تنصح لابنها الشاب في هذا الزمان الذي قل خيره وكثر بلاؤه وشره ، فقالت له: (أثناء خروجك من البيت يا بُني ، ستلقى صِنفين من النساء: الصنف الأول: امرأة قد ابتليت بمرض امرأة العزيز. قد تجملت وتعطرت وتبرجت ، ولسان حالها يقول لرائيها: "هيت لك". والصنف الثاني: امرأة قد تسترت وتحجبت ، ولكن ألجأتْها الظروف للخروج لقضاء حوائجها ، ولسان حالها يقول: "حتى يصدر الرعاء ، وأبونا شيخ كبير"! فمع الصنف الأول تصرف كتصرف يوسف عليه السلام ، غض بصرك وقل: "معاذ الله". ومع الصنف الثاني تصرف كتصرف موسى عليه السلام ، قدّم المساعدة بأدب ، وامض في حاجتك! "فسقى لهما ثم تولى إلى الظل". فإن "عفة يوسف" كانت سبباً في أن أصبح عزيز مصر. و"شهامة موسى" كانت سبباً في أن رزقه الله الزوجة الصالحة والمأوى!)

© 2024 - موقع الشعر