ليتني أطعتُ صِحابي!
(عندما ينصحُ الأصدقاءُ الأوفياءُ أحدَ أصدقائهم نصيحة مخلصة وفية مدروسة موزونة ، ثم لا يستجيبُ لهم فلا يلومن إلا نفسه! وخاصة عندما يكونون أخبرَ منه بالحياة ووزن الأمور والرجال! لقد كان هذا الصديق يعيشُ وسط مجموعةٍ من الصحاب يندرُ أن يوجد مثلهم في عبادتهم وتقواهم وفطنتهم وخبرتهم بالحياة ووزن الرجال! ولا نزكي على الله ربنا أحداً! نعم! لقد تمتعوا بين الناس بصفاتٍ عظيمة ، منها البراءة وحسن النية والقصد ، والجود والكرم والعطاء والسخاء رغم الحاجة والعوز والخصاصة! كما تمتعوا ببذل النصيحة في كل وقتٍ وحين! ولأنه لم يكن يختلف عنهم في هذه المناقب وتلك الخِلال ، ذابَ في صحبتهم كما ذابوا في صحبته! وذات يوم دخل - على هذه الباقة الوفية المخلصة والمجموعة النبيلة الجليلة من الصحب - رجل دخيل أوتيَ في الكلام جدلاً ، وكانت له أخذة بالألباب إذا تكلم! فلكلماته سحرٌ بالقلوب ، وله طريقة في سرد القصص والروايات والأمثال والحكم والحكايات بأسلوب يجعل السطحيين ينخدعون فيه بسرعة! فانخدعتْ فيه شلة الأصدقاء الأوفياء للوهلة الأولى! وأراد أحدهم وقد كشف حقيقة الرجل ، وتجلى له أمره بما لا يدع مجا

© 2024 - موقع الشعر