مقال في نقد تأويل اسم أوغاريت - برادة البشير عبدالرحمان

مقال في نقد تأويل اسم أوغاريت
☆☆☆☆☆☆☆
نشر الباحث اللبناني المقيم بطرابلس الغرب محمد رشيد ناصر ذوق ..بصفحتي الخاصة ... يومه الأربعا فاتح عيد الفطر ...مقالا حول الابجدية الأوغاريثية ..معتبرا أن كلمة { اوغاريت / الأصل في نطقها " أوجاريت } الأمر الذي سنناقش تأويله في ضوء منهجنا العلمي من زاوية " لسانية -- اتنولوجية " ...
ومعلوم أن اللغة والحضارة الأوغاريتية ترجع بعض نصوصها المكتوبة بالخط المسماري الى القرن 20 ق.م./ و حروفها و كتابتها مرتبة من اليسار الى اليمين رغم أنها سامية وهي مع الفينيقية والأكدية الأقرب الى العربية الفصحى في معجمها اللغوي والكثير من قواعدها والتي ترجع -- من حيث العلاقة بالأكدية المخطوطة الى القرن 24 قبل الميلاد... ومع الاوغاريثية الى 2000 سنة قبل الميلاد ..ورغم استعارة الحضارة الاوغاريثية للخط المسماري الذي تبلور في حضن اللغة السومرية المقطعية والمحدودة في حروف أبجديتها بالقياس الى الاوغاريثة التي تصل حروف أبجديتها الى 29 فونيما ...فان الأوغاريثية احتفظت بطابعها السامي وكانت الرموز المسمارية الخاصة بأيوات أبجديتها أساس ابتكار وبلورة الابجدية الفينيقية التي انتشرت -- من خلال استعارتها من طرف الاغرؤق -- في ساءر انحاء أوروبا بأبجدياتها اللاتينية وما اشتق منها كالفرنسية والاسبانية وكذا المجموعة الأنغلو-- سكسونية بما فيها الأنجليزية والألمانية ...
فما Parcs " اوغاريت " ؟
وما أصل المقاطع التي تركب هذا الاسم ؟
على خلاف ما اعتقد صاحب المقال المشار اليه أعلاه ؟
التفاصيل طيه ...
شاعر العشق بفاس العامرة برادة البشير
 
 
تصحيح :
☆☆ بايوات / بأصوات
☆☆ Parcs اوغاريت / فما أصل ودلالة أوغاريت?
☆☆ الغرؤق / الإغريق
ملحوظة أولى :-
يرى صاحب المقال أن النطق الحقيقي لأوغاريت بال" جيم " لا ب" الغين " ...
وانتهى الى تأويل غريب خلاصته أن تعني " الطوب الأحمر المعد للبناء " ...
أولا : - ليس بين المقاطع المشكلة ل ما يدل على : معاني طوب / لون أحمر / معد للبناء ..مما توهمه صاحب المقال في تأويله
ثانيا :- ليس بين الرموز المسمارية التي ترمز لحروف الأبجدية الأوغاريتية السامية ما يشير الى gh كمقابل للغين في الحروف اللاتينية التي حاول الدارس الغربي-- ونحا نحوه الدارس العربي -- استعمالها ل" يبسط " شرح النصوص الاوغاريتية بما فيها اسم اللغة والحضارة العريقة الحاملة لاسم أوغاريت
ثالثا :- ان حرف " ج " ينطق حسب السياق وتركيب الكلمة واللهجة ب" الجيم القاهرية -- الحضرموتية " او غينا ... ومصدر الخطأ في اعتماد الحرف اللاتيني كمقابل للأبجدية السامية الأوغاريتية ..مع العلم أن ابجدية أوغاريت تتضمن حرف " ج/ بترتيبه الخامس ..وحرف " غ/ بترتيبه العشرين ..من ضمن 29 علامة كما في جدول أبجديتها ...بما فيها ثلاثة علامات خاصة بحرف " الألف " تميز أشكال نطقه حسب السياق...
رابعا : ان نطق " أجارت " بالجيم وفتح الألف اول الكلمة ...ليس صحيحا ..لأن " الالف / الهمزة " اول الكلمة ليس جزءا من الكلمة بل هو اداة سامية للعطف او التعريف أونسب الاسم لغيره وهي موجودة في الفينيقية والبونية -- القرطاجنية وفي الامازيغية مثل عسو / أوعسو ...يشو / أويشو ...باها / أوباها ...
خامسا : ان النطق الحقيقي للاسم يكون برفع الألف وبالغين لا بالجيم الا اذا نطقت " جيما -- قاهرية" او يمنية على طريقة أهل حضرموت ..وضمة الالف مرفوقة بمد الواو { أو -- غا -- ري -- ت }
فما أصل ودلالة { أوغاريت } في المنظومة السومرية -- الأكدية ...التي لم تكن لغة وحضارة أوغاريت مفصولة عن حضارات ما بين النهرين بدليل استعمال الخط المسماري ...وأن بعض ملوك أوغاريت يسمى حمورابي الصغير تمييزا له عن حمورابي العظيم ملك بابل وصاحب مسلة القوانين الشهيرة التي تم العثور علي مسلتها ببلدة سوسة عند حدود العراق مع بلاد فارس...
 
ملحوظة ثانية :-
فما أصل دلالات اسم { أوغاريت } ؟
نشير الى ان لغة و حضارة عريقة وعظيمة كلغة { أوغاريت } لا يمكن ان توصف بمواد البناء ...كالطوب الأحمر ..
وان مقاطع الاسم لا صلة لها اطلاقا بمعنى الطوب او الحمرة او البناء وبيان ذلك فيما يلي :
☆☆ المقاطع المشكلة لاسم { أوغاريت } ودلالاتها المستقلة ...ومعنى الاسم في تركيبها المجزي :
◇◇ المقطع الأول : " أو " عند وروده أو الاسم او المفهوم في اللغات السامية عامة وفي الأوغاريثية والفينيقية والامازيغية وكلها سامية ذات أصول مشتركة في المنظومة السومرية -- الأكدية وفي صلاتها بالكنعانية اليمنية قبل الهجرات في موجات من جنوب الجزيرة الى الشام الكبير ...وتدل على العطف او الاحالة او نسب الاسم لغيره افصاحا عن " التعريف " مثل : عسو / او-- عسو ...يشو / أو -- يشو / باها / أوباها ...وتفيد نفس معنى " ايت / الامازيغية مثل : ايت -- عطا ...و ايت -- باها ...وهو نفس المعنى في الفينيقية بصيغة { ايتو } كما في اسم : ايتو -- بعل ...
◇◇ المقطع الثاني : { غ/غا } وتدل في السومرية على معان عدة منها العين للابصار ونبع الماء ..وفي تركيب اوغاريت تدل على الينبوع او العين كمصدر للماء او النور كما سيتضح في المقطع الثالث ...
◇◇المقطع الثالث : { ري } وتدل في السومرية على الامتداد وخاصة يعني المقطع دلالة " النور " وهو المقطع الذي استعارته الحضارة الفرعونية في تسمية أحد رموزها العقائدية باسم { RÉ3/ را -- ع } ...ومنه اشتقت السومرية اسماء ومفاهيم لا حصر لها مثل اسم اله الشمس " ب-- ار - .. و ، " ك -- ور / ك -- ير " ..و " صاغ -- رو " ...
◇◇ المعنى التركيبي -- المجزي لاسم اوغاريت هو { عين الأنوار ..او نبع الأنوار } حيث التاء اخر الاسم تفيد التأنيت والجمع ...وفي السياق تدل على صيغة الجمع ...
والنتيجة في ضوء تحليلنا ...خطأ تأويل صاحب المقال الباحث " محمد رشيد ناصر ذوق " القائل أن اوغاريت تدل على معنى : الطوب الأحمر المعد للبناء ..
فقرأها " عنوة " أجاريت " بفتح الألف بدل ضمها ..ونطق الغين ..جيما ... لينطقها " أجور / اجرت ...اي طوبة او لبنة بناء " ..وهذا غريب ومخالف لأسس البحث العلمي في اللسانيات ..خاصة بالنسبة للحضارات العتيقة ...
بينما المعنى هو " نبع الانوار " المناسب لحقل اللغة ... ومجال الحضارة ...مثل حضارة اوغاريث التي كانت نبع اشعاع وتأثير لغويا وحضاريا شمل حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيه الاغريق والرومان في ميادين عدة بما فيها وعلى رأسها الأبجدية " الأوغاريثية -- الفينيقية -- الصورية " ...
☆☆☆☆☆☆☆☆
شاعر العشق بفاس العامرة برادة البشير الايجيبتولوغ والمختص في الطوبونومي والأنثروبونومي من زاوية لسانية -- اتنولوجية في ضوء نظريتنا في التضايف اللغوي / الفونيتيقي
© 2024 - موقع الشعر