النصر حفيد الصبر - أحمد علي سليمان

تداعتْ - على ليل الكرام - الهزائمُ
وتاقتْ - لنصر الله منا - العزائمُ

وطمّتْ رزايا لا سبيلَ لمحْوها
وعمتْ ديار العُرب تترى العظائم

ورسْمُ الديار الشمّ زالت طيوفه
وغابت - عن العين - الرُبا والمعالم

وأز البكاءُ المُر وَجْداً قلوبنا
على ما ترى منا العيونُ السواجم

وذابتْ - مِن الحزن - أرواحُ جيلنا
وهم - في بلاوينا - نسورٌ حمائم

فلستَ ترى منهم خنوعاً يَشينهم!
رجالٌ لهم - في كل حرب - صَوارم

شبابٌ تسامتْ - في المَعالي - نفوسُهم
وفي ساحة الهيجا ليوثٌ ضراغم

وفي (القدس) تلقاهم سيوفاً عتية
تضمّهمُ - في العائدات - المَلاحم

أحابيلُ (شيطون) تعاني إباءهم
فلم تُعمّهم - رغم التحدي - الغمائم

ولم تُنسِهم هذه الأفاعيلُ دَوْرَهم
فهم - إن سرتْ فوضى الأعادي - أكارم

وهم إن تعالى كل نذل بهزلهِ
وسادت - على الخلق - الشياهُ السوائم

مغاويرُ لا يخشوْن صولة غاشم
وهم - إن يَسُدْ عُرفُ السباع - الضياغم

لهم ظلة المِحراب ، إنْ جَنّ ليلهم
لتقوى لديهم – بالصلاة - الدعائم

وإنْ ينبثقْ فجرٌ رأيت جُموعهم
ليوثاً ، فمنهم تستغيثُ القواصم

تفرستُ في أخلاقهم ، فاتخذتُها
سبيلاً لعِزي ، حيث هذي المَكارم

ومنهم تعلمتُ اصطباري وهِمّتي
وإنّ ارتشاف المرء عِلماً مواسم

مناسبة القصيدة

النصر حفيد الصبر (إنما النصر حفيد من أحفاد الصبر. وما من شك في أن ليلنا قد طال. ونسأل الله فجر العز والتمكين لأمتنا. في إيلياء (القدس) قال هرقل لأبي سفيان بن حرب بعدما سمع منه عن محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته (لئن كان ذاك الذي سمعتُ منك حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين (أي القدس)! ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه). وكما توقع هرقل وأخبر ، خرج المسلمون بأمر من الله ورسوله ، ينشرون العدل ، ولا يعتدون ، وكانت معارك كتب الله فيها النصر المؤزر لجند الإسلام.)
© 2024 - موقع الشعر