وللأفعى حفيف! - أحمد علي سليمان

سائرٌ ، والقلبُ مجنوزٌ أسيفْ
كيف يحيا المرءُ تحدوه الحُتوفْ؟

والأفاعي من دمائي ترتوي
آهِ ، والغربة تجتاح الضعيف

سُمها في النفس يَسري كالوبا
وثعابينُ الورى تردي العفيف

تضرب الحق بسيفٍ قاطع
وتدكُ النصر والمجدَ المَنيف

تقمعُ الأفذاذ ، تردي عزمهم
وتُقضِّي العمر في ضرب الصفوف

تكشف المستور ، ليست تستحي
ترقص - الدهر - على قرع الدفوف

تكبت النور ، وتجتث الخُطا
تبلع الدنيا بترجيع أسيف

تقرأ الآياتِ ، لكنْ في الهوى
وتمُج الذكر ، تهذي كالهَتيف

وتبيع الحق ، لا تدري سوى
لمعة الدرهم والعيش الوَريف

تملأ البطن ، وتجترُّ الريا
وتدوس الدين من أجل الرغيف

قاتل الله الأفاعيَ كلها
ومحا الله من الدنيا الحَفيف

فالثعابين التي في جُحرها
تستحي من فعل خوان سخيف

خائنٌ - في السر - يكوي ظهرنا
وهْو - بين الناس - مقدامٌ شريف

يسكب النيران في أرحابنا
وهْو - بين الخلق - مفصاحٌ حَصيف

ينسج الأعذار زيفاً خالصاً
كي يُدسّى قومُه رغم الأنوف

وأنا أختار أنْ لا نلتقي
لفظ القلبُ - من القوم - الخفيف

إنما الإنسان يحيا مرة
ثم شمسُ العمر يطويها الكُسوف

ويموتُ المرءُ أخرى مثلها
مثل كل الخلق ، تطويه الصروف

إنما يهوى فؤادي مَن سَما
أخلصُ الدين لمولانا الرؤوف

واشترى الأصحاب من سوق الورى
وحَماهم بالحنايا ، والكفوف

ثابتُ القلب ، وإن عم الهوى
ورفيع العزم محبوبٌ أليف

طيّبُ الروح ، أمينٌ صامدٌ
لا يخون العهد ، إن خان الألوف

واثقُ اللهجة يحمي إلفه
ورقيقُ الحال ، مقدامٌ لطيف

يبذل النفس ، ليحيا خله
لا يبيع الصحب ، لو كانت سيوف

© 2024 - موقع الشعر