مِهرجانُ القبَل - أحمد علي سليمان

أشعِلوا الشهوة ناراً بالقبلْ
لم يعدْ – بين المطايا – مِن رَجُلْ

ماتت النخوة ، واغتيلَ الحَيا
وجُموعُ القوم غاصتْ في الوَحَل

عربدَ الكل ، وباتت فتنة
ونساءُ العِير ودّعن الخجل

مهرجانٌ ضمّ أربابَ الهوى
وتيوسَ الفسق مِن أهل السَفل

لم يُراعوا حُرمة فيما أتوْا
بل تردّوْا في التدني والضلل

وغدا الإفلاسُ عُنواناً لهم
مَن رآهم قال: أصحابُ الدجل

فتنة سادتْ ، فلو قِيل احكموا
قلتُ: بُهْمٌ - بالتعرّي - تحتفل

لعنة – في الغرب – شبتْ نارُها
بلظاها يضربُ الناسُ المثل

كل ديوثٍ يُدسّي زوجَه
وعلى الوجنة آلافُ القبَل

ثم يُولِي غيرها ما تشتهي
ليس - عن درب الدنايا - من حِوَل

رخُصَ العِرضُ ، وراجتْ سُوقه
نقداً البيعُ ، وإلا بالأجل

كلّ نخاس بيُمناهُ عصاً
تجعل السوق تماماً يعتدل

والذكور – اليوم – حاصوا حَيْصة
ينشدون النزوَ مِن بعد الغزل

وإماءُ الحفل لبيْن الندا
طامحاتٍ – في التلاقي – للحَبَل

مثل نوق عدمتْ بعرانها
تُفتنُ الناقة إن غاب الجَمل

أو كشاةٍ مَزقتْ أرسانها
ثم شَقتْ دربَها نحو الوَعل

هبط الإنسانُ مِن عَليائه
وغدا الناسُ كأشباه الإبل

ربِّ سلمْ من ضَياع شُؤمُه
لم يزل - في كل صُقع - يشتعل

© 2024 - موقع الشعر