مكالمة مغرضة تقود إلى التوبة - أحمد علي سليمان

رُب ذنب أودى بكل الذنوبِ
ثم أحيا ما قد غفا من قلوبِ

لا يزال الشيطانُ بالنفس حتى
لا ترى في تقصيرها أي حُوب

وتعيش عن الرشاد بمَنأى
وتنمي ما عندها من عيوب

وتُجافي الأخلاق في كل أمر
وتَجافي الأخلاق أسُّ اللغوب

وترى في فعل المعاصي حياة
والمعاصي تقودها للخطوب

والخطايا تفني الحيا والتسامي
وتدسِّي أفهامَ كل لبيب

والتدني بالنفس يُورث ذلا
ما لَه في دنيا الورى من ضريب

ودروب الإفلاس لا خير فيها
والضحايا كم أثقِلوا بالذنوب

وكثير من النسا كالسبايا
قد تبعن أهواء أهل الصليب

فالتعري في كل صُقع شِعار
مُؤْذنٌ يوماً بانحطاط اللعوب

والأغاني إلى الفجور بريدٌ
والتجني يكوي فؤاد الحبيب

والبناتُ ما بين (ليلى) غرام
أو بغيٍّ ، كم أجّجتْ من لهيب

أو لعوب تبيع بالمال عِرضاً
والردى في إغراء تلك اللعوب

أو عجوز تأوي لروح التصابي
والتجاعيدُ في الجبين القطوب

رَخُصَ العِرضُ ، والمعاييرُ ضاعتْ
والدواهي الدهياءُ طي الغيوب

وتوسّمْنا أن يُفيق السكارى
وتكونَ الذكرى كغيثٍ سَكوب

ويفيدَ التذكيرُ غاداتِ قومي
مِن صبايا غافلن عين الرقيب

وانطلقن - نحو الضياع - سِراعاً
والكروبُ تسعى وراء الكروب

والكلامُ - عبر الهواتف - أودى
بحياءٍ - زان العذارى - مَهيب

زخرفته الآهاتُ عبرَ أثير
ثم رشتْ عليه بعضَ الطيب

زفراتٌ فيها الحنينُ ، ونجوى
ولهاثٌ يُزجي الصبا للمشيب

والتسلي - عبر الهواتف - دنيا
تختلُ القلبَ بالكلام الرطيب

ربما اصطاد الصوتُ أندى عشيق
صوته للأسقام خيرُ طبيب

كم أجاب الجوالُ حاجة حيرى
ظنتِ النذلَ الوغدَ خيرَ خطيب

حِيلٌ كم قد خربتْ من بيوت
وكلامٌ يلغو به كل ذيب

والشبابُ في ذي الدهاليز صَيدٌ
والسعيدُ مَن قد نجا بالهروب

ثم شطتْ في الاتصال خَرودٌ
فإذا بالوعظ اللطيفِ الأديب

وإذا بالتقوى أشدّ بياضا
في مُحَيّاها مِن بياض الحليب

وإذا بالطهر الذي لا يبارى
وإذا بالصدر السليم الرحيب

وإذا بالأخلاق في كل حرفٍ
وإذا بالإقناع غيرُ المُريب

وإذا بالجوّال يُغضي حياءً
من كلام الشهم التقي المُنيب

وإذا بالغيداء تُطرقُ صمتاً
حيث لم تنصتْ قبلها لنحيب

وإذا بالمغوار يُلقي الوصايا
في رداءٍ من الصفاء خصيب

وإذا بالهيفاء تُعلنُ توباً
ثم حُب الرب السميع القريب

© 2024 - موقع الشعر