عروج قلب - محمد زيدان شاكر

في دامسِ الليل شيء بي قد اخْتَلجا
كالنور في روحيَ المَحْزونَةِ انبَلَجا

في داخلي حممٌ فكيف قد خُمِدَتْ
كيف الجحيمُ غدا يُعانق الثُلُجا

ما السر في وله يسري بأوردتي
والقلب منذ متى للحب قد عرجا

إني لأعرفها تلك التي فَتحتْ
للقلب عالمها تدعوه كي يَلِجا

تلك التي نسجتْ في الدهر لي قدرا
والمرءُ من قدر قد حيك هل خَرجا

تلهو بناصيتي حسناء في شغفٍ
روحين في جسدٍ فكيفَ قد دُمِجا

حسناءُ كيف غدتْ عوالمي عدما
وقد غدوتِ لها الأكوانَ والحِجَجا

قد صارَ يُنكِرني جسمي وأُنْكِرُهُ
والعقلُ أحسبهُ قد مُسَّ وانخَدَجا

شيئ يُحيرني في الحب أجهلهُ
كُلّي أصابَ فما شيئ أراهُ نَجا

عيناكِ تسحرني كفاكِ تأسرني
أنّى خَطوتِ فإني أتْبَعُ الوهَجا

هذا الهوى عجب من أجله قَطَعتْ
روحي الفيافيْ وعادَتْ تَقْطَعُ اللُجَجا

في دامس الليل حب قد تَخلَّلَني
قد أوقدَ الصُبحَ لي ودامَ مُنسرجاِ

© 2024 - موقع الشعر