بين ولادتين - محمد زيدان شاكر

العِزُّ يأتي مَن أجادَ بَلاءَ
والذُّلُ يَأتي مَن أَجادَ بُكاءَ

والحُرُّ يهوى الموتَ في عليائهِ
والعبدُ يخشى المجدَ والعَلياءَ

ولقد خُلِقنا كي نَعيشَ مَحَبَّةً
لا أنْ نَعيشَ المَكْرَ والإزراءَ

وأنا امْرُؤٌ حُرٌ أَبيٌّ طاهرٌ
لا كي أرى حقي يَضيعُ هَباءَ

إسْألْ طُغاةَ الأرض يَومَ تجمعوا
في عُرْفِهمْ ذَبْحي أَكانَ فِداءَ

مَن قال إنِّي كي تظلَّ عُروشُهمْ
قَدَّمتُ روحي بَلسَماً وشِفاءَ

مَن قال إنِّي للترابِ هديةٌ
وأنا ولِدتُ لكي أكونَ سماءَ

وأنا وُلدِتُ مِن الهوى ترنيمةً
وإلى الهوى إني أعود فناءَ

مَن قال إني قد وَهبتُ سعادتي
وأقَمْتُ تأبينا لها وعزاءَ

لا زلتُ أفرحُ كالصغير بزهرةٍ
وأحبُّ صيفا ها هنا وشتاءَ

لا زلتُ أحيا في الجبال كطائرٍ
لا زلتُ أرسِلُ في الرياح نداءَ

لا زلتُ من شجرِ الكرامةِ مثمِرًا
فاستيقظوا كنتُ الهوا والماءَ

مَن قال إنِّي قد ولِدتُ مُصَفَّداً
بالذُّلِ لا بل قد ولِدتُ إِباءَ

ما ضاعَ حقُّ مُطالِبٍ قد قالها
رجلٌ تَجَلَّلَ حِكمةً وضياءَ

بالحبِّ نولدُ إخوةً لكنَّنا
بالظلمِ نولدُ يا أخي أعداءَ

© 2024 - موقع الشعر