نطفة حدس" من ديوان نطفة حدس - برادة البشير عبدالرحمان

إهداء:
إلى روح الأستاذ و المفكر المغربي ’ الدكتور عبد الكبير الخطيبي’
إليكم أيها الأستاذ الجليل أَنْثُرُ هذه القوافي على قبركم’ فذكراكم في
ذاكرتنا موشومة يا صاحب < >
 
برادة البشير
فاس في : 2017/11/05
 
 
 
 
 
 
 
 
عناصر الديوان
1- نطفة حدس :
2- باطوس :
3- بروميثوس :
4- برونو :
5- سيزيف :
 
 
 
********
 
كلمة الغلاف
**********
في الإبداع ليس هناك خطوط متوازية ،
في الإبداع ، كل إبداع : هناك اكثر من بعد ، ولكل بعد زمانية خاصة به فلا سابق ، ولا لاحق... ولا تسلسل ، أوتراكم ... بل كل ما هناك هو تزامن ، تنسجه (نطفة حدس) تبوح بثراء الذات عبر لحظات زمنية تنهل من
بوثقة ، وتفضي إلى مصبات متعددة ومختلفة لا زمانية...
فتتناسل ، وتدور ، وتحوم حول (الفكرة الأم) إنها (أم الكتاب) بالنسبة لسائر الكتب التي تنتجها الذات المبدعة...
فلا تبحث عن قطيعة ولا تنقب عن تناقض فالفكرة الأم هي الخيط الرابط بين مخطوطات كل مبدع... تلك (نطفة الحدس) ، حيث الوحدة تحبو في درب الإختلاف... !!
 
 
*********
 
 
 
 
 
"نطفة حدس"
 
( وحدة تحبو في درب الإختلاف )
 
 
**************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
في الأول....
هناك !
بعيدا ! بعيدا
حيث نفتقد
الوصال...
والتماسَا !!
 
******
 
في الأول...
قبل أن نكون
وقبل أن يكون العقل
للأشياء ... مقاسا!!
 
******
 
 
 
في الأول...
قبل إسم الكون
قبل فعل التكون
وقبل تفاعل التكوين
قبل أن يَشق...
عباب السكون
حماسه!!
 
******
في الأول
قبل أن يسيل الزمان
في دبيب...
العناصر
فينسج القياسا!!
 
******
 
 
 
في الأول...
هناك!
قبل أن يتمدد المكان
من نقطة
عذراء
لا تُمسّ
أساساَ !!
 
******
 
في الأول...
هناك!!
قبل أن نكون
وقبل أن يكون العقل
للأشياء ... مقاسا !!
 
******
 
 
 
 
قبل أن تنبثق
من عمق السديم
مجرات...
بعوالم...
أجناسا!!
 
******
 
قبل أن يولد الليل
ليرتديه
آت... مجهول
قِناعا... ولباسا!!
 
******
 
 
 
 
قبل أن تنتصب
الشمس
في مدار الحياة
راقصة
نبراسا!!
 
******
 
قبل أن يمد البدر
يده...
لغريمته
يروم النور...
اختلاسا!!
 
******
 
 
 
 
في الأول...
هناك!
قبل أن يكون العقل
للأشياء... مقاسا!!
 
******
 
كان الكل يتماهى
في وحدة!
دون أبعاد
كنطفة حدس
لا تدركها حَاسَهْ!!
 
******
 
 
 
في الأول...
كانت هناك!
قوة الرتق
تشد
اللاّمرئي...
بأعصاب مَاسَهْ!!
 
******
قوة تتحمل
ضغط اللاتمايز
حيث
يتعايش
الصوْت...
والضوء...
والكل طاقة
بالمخاض... حساسَه!!
******
 
 
وجاء الفتق
بسرعة...
أضعاف الصوت!
لا...
بسرعة الضوء!
بل أكبر من سرعة الحدس!!
لا تعرف اختزالا
تجهل العقم...
والإفلاسَا!!
 
******
وجاء الفتق
برغوة الكون
تدور... وتدور...
بدوامة مخاض الميلاد
كرقصة الحماسه!!
******
 
 
ومن يعيش
دوار المخاض
لا يرتوي
بالصحوة
قطرة... أو كاسَا!!
 
******
 
وقبل ميلاد الذوق
لا نصادف
غفوة
ولا نختبر... نُعَاسَا!!
 
******
 
 
 
 
 
وجاء الفتق
يبيض فعلا...
فعل الدّبيب
في وعاء الحركة
بسلاسَهْ!!
 
******
 
يشتق
فعل التلوين
من عش البياض
في موجات
أقواساً...
أقواساَ!!
 
******
 
 
 
حيث الكم
يعلو التناسب
هناك!
يتبخر المكان
تترنح هيولى الزمان
يغيب التوازي
تغيب الأشكال
عدا...
دائرة القرص!
والاختلاف...
هناك!
لا يملك... مداسَا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
وجاء الفتق
يُفرز
فعل التجاذب
من نعش السكون
تواصلا بين الأكوان
وفي القلوب
يُبطل... اليأسَا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
في الأول...
هناك!
قبل أن يكون العقل
للأشياء... مقاسا!!
يسيل الامتداد
فتتفتق
الأبعاد
متوثبة
لا تقبل لانفتاحها
مساسا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
وخوفاً
من إسهال الحر
ومَنْعاً
لامساك القَرِّ
تدثر الكون
ببرنوس
منسوج من أرقامٍ...
تملأ بِعرْضِ الجَنَّةِ
كُرَّاسَا!!
 
******
 
 
 
 
 
كتاب الكون
مفتوح
على آت...
بلا حدود
لا يعرف صفر البدايه!
ولا يتعثر
إحتباساَ!!
 
******
والأرقام
تُلْبِسُ
رغوة الكون
انتظاما!
وبِغَيْرِهَا نَتُوهُ
في الحس...
مراسَا!!
******
 
 
 
 
بالرقم
انفجرت خصوبة الكون
تنسخ...
تُفْرِزُ...
تُرَتِّبُ
تُحَلِّلُ
تركب... وتتناسل
في تطبيق قانون العود
مصدرا... واشتقاقا
كقبلة...
تبيض أنفاسا!!
 
******
 
 
 
 
في الأول...
قبل أن يكون العقل
للأشياء... مقاسا!!
 
******
جاء الفتق...
وانبثق المد
يعانقه العد
وبالعد...
لم نعد
في الأول...
حيث أطلّ الثاني
وهلّ الثالث
وتدلى التسلسل!
ومن ثنايا الفتق
جاء العدّ...أساسا
 
******
 
ومن جلباب العدّ
انبثقت
وَصْلَةُ الحياة
في زوايا كونية
يَفْصِلُهَا
طُوفان
زمان يلتهم الأرقام
بسرعة الضوء
دون انتكاسَهْ!!
 
******
 
في الأول...هناك
قبل أن يكون العقل
للأشياء... مقاسا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
قبل تمدد... الأميبا
إلى طفرة العقل
تَنَاثَرَ الجمال
في كل موجود!
كقشعريرة الروعة بثها
إيقاع رغوة الكون
في الذات... قُدَّاسَا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
 
فاسْتَعَارَ الجَمَالُ
من رغوة الكون
انجذابا
به تدافعت
موجات النِّداء
في خلايا الأذن
تَوَدُّدًا...
به تسيل سحرا
أهذاب العين
التماساَ!!
 
******
 
 
 
 
 
 
ومن رغوة جمالية
بعمق رغوة الكون
انبثقت
رغوة الشّعر!
تُبْدِعُ المعاني...
تنثر القوافي
على حافة القصائد
دِفْءُ إيقاعها...
يحرك في أعماقنا...
أجراساً...
و أجراسا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
أجراس القلوب
تنبض بالحياة
إحساساً!!
أجراس الحدوس
ترقص
في فضاء الخلق
تحاكي في جموحها
أفراسا!!
 
******
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أجراس إبداع
تحاصر
ببكارتها أصواتا
باهتة!
بين الحُفر...
تتعثراقتِباسَا!!
 
******
© 2024 - موقع الشعر