أحلامٌ يَبَابْ - يحيى يسين

أحلامٌ يبابْ.....
 
أنا واهمٌ
علَّقتُ آماليْ
على
دربِ الضياعْ
أنكرتُ ما قد كانَ
ما سيكونْ
أنا واهمٌ
حتى الجنونْ!
 
ذاتيْ تسائلنيْ
تسائل كلَّ مَنْ
حملَ الغمامَ
أما يحقُّ لمنْ
تأصّلَ حزنُهُ
أنْ يبلغَ الآمالَ يوماً
أنْ يكونَ
كما أرادَ بأنْ يكون!ْ
 
تتداخلُ الأفكارُ
في رأسيْ
و ترأسُنيْ
تتصارعُ الرغباتُ فيَّ
تقودُنيْ
و تسوسني ْ
ما ذاك إلا أذرعُ الآتيْ
مِنَ الماضيْ البعيدِ
و ربّما
كانتْ حبالُ الموتِ
تُشبَكُ في العيونْ
أنا واهمٌ
حتى الجنونْ !
 
النورُ يسطعُ في الأثيرِ
و لا أرى
إلا سنايْ
ذهبتْ أمانيَّ الضعافُ
و ها أنا
ضَعُفتْ قوايْ
أكدتُّ بعضَ الظنِّ
بلْ
كلَّ الظنونْ
و العالمُ الأبديُّ أقربُ ما يكونْ
و الدربُ يمشيْ
تحتَ خطويْ !
ما مشتْ أبداً خطايْ!
و أرى هُنا
منْ كانَ يحملُ قلبهُ
حتى يكونَ شهيدهُ
يومَ القيامةِ
إنهمْ مثليْ
و همْ كانوا كذلكَ
واهمينْ
حتى الجنونْ!
 
مضتِ الحياةُ
و خلَّفتنا
زهرةً
مصفرةً
يَبِستْ
و قد صمتَ الخريفْ
مضتِ الحياةُ
و خلَّفتنا
حاملينَ قليلَ أحلامٍ
ظَننّا
أنها حقٌ لنا
في ظلِّ واقعنا الكفيفْ
تتضاربُ الرؤيا
و يخفتُ صوتُنا
و الدربُ يمضيْ
مسرعاً
في خَطونا
للعالمِ المجهولِ
و الأبدِ الشفيفْ
ما كنتُ أعلمُ
أننيْ
أمسيتُ أوراقاً
مبعثرةً
يضجُّ النصُّ فيها
حينَ تقرؤها العيونْ
ما كنتُ أعلمُ
أنّ أحلاميْ
يبابْ
أو أنَّها يوماً
تكونُ كما السراب ْ
أنا لم أعشْ عمريْ
على عزفِ الحفيفِ
كما يعيشُ الهانئونْ
ما كنتَ يوماً
ما أردتُ بأنْ أكونْ
أنا واهمٌ
حتى الجنونْ!
© 2024 - موقع الشعر