زلزال: ماذا اصاب الترك والشام اختها

لـ الطاهر بلقاسم مهدي، ، في الرثاء، آخر تحديث

زلزال: ماذا اصاب الترك والشام اختها - الطاهر بلقاسم مهدي

ماذا أصاب الترك والشام أيها الانسان
قل لي بربك كيف اهتزّت الاكوانُ

اغضب من الله قد أصاب جميعهم
ام شديد بلاء وربنا الرحمانُ

أ تمردت الأرض على الناس فسيّلت
حمما من بطنها وتفجّر البركانُ

وانهمر الماء من السماء بقوة
ومادت الأرض ودُكّت الجدرانُ

وهاج البحر والامواج تصطخب
وطغى الماء وغاصت الخُلجانُ

ورسى الثّلج على الجبال بثقله
وصدّعت الأرض فانزاحت البلدانُ

ودهى الترك ما دهى الشام اختها
وهُشّمت الدور وهُدّم البنيانُ

كأنّ الكون قد دكّ بمعول
وبات تحت الرّدم يجثم الانسانُ

وترى المباني الشّامخات تهالكت
ومن بؤرة الزلزال يخرج الدخّانُ

ذاب الجدار وفتّتت اركانه
وتكدّست الاكوام كأنّها كثبانُ

وانحبس الناس فالقلوب حزينة
واستحال النجاء وخارت الشجعانُ

واستحكم اليأس والنفوس كئيبة
ولم ينج منها من لا عنده ايمانُ

كم جنى الموت كثرة من أناسي
ومن فتاة وطفل فوقهم قضبانُ

كم غاص طفل في التراب مناديا
أمي ابي اريد ماء انني عطشانُ

كم من فتاة يافع فيها قضت
وهاجت الاثار بعدها احزانُ

كم من اباء قد سعوا بين الورى
لابن وبنت دمعة وحنانُ

كم سعدنا وفرحنا عندما
هبّ الجميع وفيهم الشبّانُ

كم قفزنا وحمدنا كلّما
خرج الصّغار تحوطهم أحضانُ

أحضان قوم كأنهم ملائكة
ولكل طفل عندهم اشجانُ

يا لهف نفسي كم بكينا وانتحبنا
وكم سالت دموعنا غدرانُ

أصاب النّاس خطب لا مثيل له
ثم مضى اكثرهم وما بانوا

هي الحياة كما رايتها غرر
ألم وحزن زيادة ونقصانُ

أين المفرّ ولا مفرّ من القضا
فالبر والبحر والجو كلهم طغيانُ

هي الآيات بها الله يخوِّفُنا
فتب واقلع وارجع لربّك أيها الانسانُ

© 2024 - موقع الشعر