معلومات عامة
تمت الإضافة
الدولة
قطر
المعلومات المتوفرة عن الشاعر

الشاعر راشد بن محمد آل عفيشة الشهواني الهاجري

يعتبر الشاعـر } راشد بن محمد آل عفيشة الشهواني الهاجري { واحداً من أبرز الشعراء الذين عايشوا جيل الشعراء الكبار في أواخر القرن التاسع الميلادي وقدموا تراثاً شعرياً زاخراً بالإبداع ، ولا يذكر راشد بن عفيشة إلا ويذكر معه ولده الشاعر عميـر بن راشد الذي ورث عنه الشعر حتى صارا علامة بارزة في تاريـخ الشعــر النبطي وخاصة في دولة قطر التي قامت وزارة إعلامها قبل سنوات بجمع تراث هذين الشاعرين في ديوان باسم " آل عفيشة " قام بتحقيقه وشرحه حمد الفرحان وحمد بن عمير نجل الشاعر . 

كان الشاعر راشد بن عفيشة مـولعـاً بالتـرحل ونجد في شعره وصفاً لنواحي نجد وجنوب العراق والشام ، وفي شعره حماسـة حتى قيل أنه كان  " يشعل نار الحرب ببيت ويخمدها بآخر " كما اتصل بالشيخ قاسـم بن محمد آل ثاني مؤسس حكم آل ثاني في دولة قطر ومـدحه ومـن ذلك قـوله سنة 1900م. 

           منصات شيـــــخٍ يجعــل الشرّ مادوب

                               "أبو فهد " نـــــور الوطن غوج الاطلاب

           الشيخ قاســــــم زبــن من جاه مكروب

                               فــــــرز الوغى لى مـــــن هبا كل هيّاب 

           نجـــــم لعفاريت الفراعين مكتـــــوب

                               مفــراص فــــــولادٍ وللحــــــرب دولاب

          حصنٍ لنا عــــن ســــود الأيام منصوب

                               وحـــــن سيفـــه اللي ما يبقّي بالارقاب

           هـــــو درعنـــا الضافي إلى مسّنا الدوب 

                               ســــــورٍ لنــــا عن جور الأيام وحجاب 

كما اتصل بالشيخ زايد بن خليفة آل نهيان المعروف بزايد الأول وهو جد الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات الحالي حيث جاء إليه متـوسطاً لبعض أقاربه ممن كانوا في السجن ، وقد أطلقهم الشيـخ زايـد إكـراماً له  فيقول : 

           منصاك فـــرز الدار في حـــــومة الوغى 

                               شيـــــــخٍ على الشيـخان له ما قفٍ وافي 

           أســــد ســـــديدٍ ســـابق اسمه فعايله 

                               يحــــطّ عفــــــريت الفراعـــــين ميلافي 

           فــــــلا يحــــــاتي كــون عودٍ مقرنس

                               يحـــــاتيه مـــــن ضدّ الليالي بالاسلافي 

           بازٍ تها ضع لـه حـــــــرارٍ بروســــها 

                               تحت صيخ وكره يطجلب العفو من خافي 

كما أن لراشد بن عفيشـة قصيـدة في مـدح الأمير محمد الرشيد ومدح السلطان عبدالحميد الثاني كما أنه رد\ على قصائد الشيخ راكان بن حثلين وله قصائد كثيرة في مدح قبيلته وذكر مآثرها . 

وقد عمّر راشد بن عفيشة طويلاً حتى تجـاوز الثمـانين من عمره وكف بصره ، ولا يعرف تاريخ وفاته على وجه التحديد لكنـه في الثلث الأول من القرن العشرين الميلادي . 

أما ولده عميـر بن راشـد آل عفيشة فهو أحد سبعة ذكور أعقبهم راشد وأمه من آل مرة . 

ولد عمير بن راشـد سنـة 1890ن ( 1307هـ ) تقـريباً ،وقال محققاً ديوانه عنه : 

" شعـره عميق جميل . لا يختلف اثنان على روعة شعره وجماله ورقته وعذوبته ، واحتـل عميـر بن راشد العفيشة مكانة بغارة بين شعراء الطبقة الأولى من شعراء النبط في الوطن العربي وله أبيات جرت مجرى الأمثال . عارف بكثير من المسـائل والتاريخ . له قصائد يذكر فيها أقواماً لا يعرفهم غيره إلا قليل " . 

وشعـر عميـر بن راشـد كثير وتتنوع أغراضه في المناسبات الوطنية والفخر والغزل والعتاب والمـدح والرثـاء بالإضـافة إلى قصـائد الزهـد والنصيحة كما أن له مساجلات كثيرة بينه وبيـن شعـراء عصـره في قطر وغيره من أمثال صالح الكواري ولدان الكبيسي وعيسى الرميحي وراشد بن عجب الهاجري وبلال بن حارب والشاعرة عوشة السويدية . 

ومن شعر عمير بن راشد نلتقط الأبيات الآتية : 

           البــارحة نومي تفـــــــارق ومــــــوقه 

                               سهــرٍ وغيري في حلا النوم غافي 

           بأسبـــــاب طــيـري صادفت له وفوقه 

                               قـــص العلق واقفى له النود قافي 

           طــــيرٍ لـــــه الصقّــــــار نفسه زهوقة 

                               حــــرٍّ وبين اسما الحرار اختلافي 

           أمـــــا شقــــــرٍ جـــارح شريعٍ لحوقه 

                               مـــــا هــوب للمقفي تلوبٍ مرافي 

           درعٍ مخـــــــاليبـــــه ودرعٍ شــــدوقه 

                               من نشر دم الخرب تحت الخوافي 

           والا نعيـــــريٍّ صغــــــــارٍ دقــــوقــه 

                               طلعه قرار اليا اعتلوا بالكشافي 

وله في النصيحة هذه الأبيات : 

           ظروف الدهر ما عاد ينجى شريــــدها 

                               وتمكّــــن الطــــــارد بقبضة طريدها 

           كما قال راعي الوصف : طاردك لاحقك 

                               بطول المدى عزّي لحـــالة وحيــدها 

           فيا غافل الدنيا ترى الحذف واصــــلك 

                               تنبّه ترى الأيـــــام هــل من مزيدها 

           وللعمـــر حــــــد وكــــل حيٍّ له الفنا 

                               يكون الذي كـــــوّن سمـــاها وبيدها 

وامتد العمر بالشاعر عمير بن راشد آل عفيشة الهاجري حتى توفي سنة 1982م ( 1402هـ ) بالعاصمة النمساوية فيينا حيث كان يتعالج ، ودفن في دولة قطر " رحمه الله " .
© 2024 - موقع الشعر