ذَاتَ النِّقَابِ الأَسوَدِ

لـ محمود أحمد العش، ، في الغزل والوصف، 11، آخر تحديث

ذَاتَ النِّقَابِ الأَسوَدِ - محمود أحمد العش

قُلْ لِلْجَمِيلَةِ فِي النِّقَابِ الأَسوَدِ
لَم يَنسَ عَينَاكِ الفُؤَادُ بِمَرقَدِي

وَلَقَد أَتَيتُكِ فِي المَكَانِ مِنَ الهَوَى
بِصَبَابَتِي أَبغِي عِيُونَ السُّؤدُدِ

بَينَ السَّيَارَةِ قَد تَلَاقَت بِالهَوَى
عَينَانِ إِحدَاهَا بَجَفنِي المُنشِدِ

فِي لَحظَةٍ يَا لَيتَهَا لَم تَمضِي
فَأَعِيشُ بَينَ اليَومِ حُبِّي السَّرمَدِ

يَا أَجمَلَ اللَحَظَاتِ تَلكَ أَعِيشُهَا
وَالعَينُ تَنظُرُ نَحوَ عَينَ العَسجَدِ

مَن كَانَ يَعرِفُ أَنَّ عَينً تَقتُلُ
بِجَمَالِهَا قُتِلَ الْفُؤَادُ بِمَصيَدِي

خَلفَ النِّقَابِ عِيُونَهَا قَد أَطلَقَت
نَحوَ الفُؤَادِ سِهَامُ شَوقٍ مُحتَدِ

أَوَّاهُ مِن شِريَانِ قَلبِي النَّازِفُ
بِسِطُورِ شِعرٍ مِن دِمَاءِ السَّيِّدِ

لَا تَقتُلِينُي بِالرَّحِيلِ فَدُونَكِ
صَارَت عِيُونِي لَا تَرَى مِن مَشهَدِي

حَتَّى إِذَا جَاءَ الخَيَالُ بِوَجهَكِ
أَسكَنتُهُ القَلبَ الحَزِينُ بِمَخلَدِي

إِنِّي لَأَكتُمُ فِي فُؤَادِي حُبَّكِي
بَينَ الثَنَايَا صُورَةً فِي الأَكبُدِ

تِلكَ الَّتِي قَد أَورَثَت بِجَمَالِهَا
عَينِي مِنَ الأَحلَامِ حُلمً فِي غَدِ

هَل تَملِكُونَ جَمِيلَةً مِن مِثلِهَا
يَا مَعشَرَ الشُعَرَاءِ فِي مُتَرَدَّدِي

عَينً لَهَا زَرقَاءُ فِي إِطلَالِهَا
كَسَمَاءِ طَيرٍ عَاشِقً مُتَبَغدِدِي

هَيفَاءُ تُحسَدُ فِي المَكَانِ إِذَا أَتَت
وَإِذَا مَضَتْ ذَهَبَ الْمَكَانُ بِحُسَّدِ

لَو كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ شَوقِي ضَارِبٌ
قَلبِي المُتَيَّمُ بِالرَّحِيلِ الأَسوَدِ

لَحَجَبتُ عَنكِ البَابَ حَتَّى تسمَعِي
كَلِمَاتَ عِشقِي فِي القَصِيدَةِ أُقعُدِي

يَا ضَارِبَ العُودِ المُغَنِّي فِي الهَوَى
دَع العُودَ حَتَّى تَسمَعُ المُستَرشِدِ

إِنَّ الغِنَاءَ يُخَالِطُ الصَّوتَ الَّذِي
يَرمِي بِأَشوَاقِي طَرِيقَ تَوَدُّدِي

أَمشِي أَنَا خَلفَ الظِّلَالِ لِأَقتَفِي
مِن ظِلَّهَا بَابَ الرَّبِيعِ الأَوحَدِ

يَا بَابَهَا أَشفِق عَلَيَّ بِلَحظَةٍ
مِن وَجهِهَا ذَاكَ الجَمِيلُ بِمَرصَدِي

أَتَلُومُنِي يَا بَابُ فِي حُبِّي لَهَا
يَا بَابُ إِنِّي عَاشِقٌ مِن مَولِدِ

لَن أَبرَحَ العَتَبَاتِ حَتَّى أُدرِكَ
مِن حُسنِهَا الأَخَّاذُ ظِلَّ المَقصَدِ

هَذَا غَرَامِي لَن يُزَحزِحِهُ النَّوَى
كَالبَحرِ يَعكِسُ مِن سَمَاءِ تَجَلُّدِي

© 2024 - موقع الشعر