قد لبَّى الدَّمع ما جرى فلبَّاني - عمر صميدع مزيد

قد لبَّى الدَّمع ما جرى فلبَّاني
وأخشى من جريانهِ أن يغشاني
 
دمعٌ يُذيبُ جفنَ العينِ بسائِلهِ
لفرطِ ما هيَّجتهُ نيرانُ أحزانِ
 
ينهمرُ من بُؤبُؤةٍ ومن يققٍ
مثل حبةِ الدُّرِّ مُزِجت بِمرجانِ
 
ساروا وما لاحظتُ لهم أحداجٌ
إلَّا بغفلةٍ مني وسهوةٍ وسلواني
 
جفت ديارهُم وضاقت أرحبها
وجفت روحي بعدهُم وجُثماني
 
فكيف لي هجرهُم والدَّارُ جامِعةٌ
وليس لي بقُربهم أي هجرانِ
 
إنَّ الحبيبَ في الأحلامِ أحدٌ
ليس لهُ في الأحلامِ من ثاني
 
يرمي بألحاظهِ حتف لاحظيهِ
بشَقِ عصا مُوسى وملكِ سُليمانِ
 
أُعطيهِ ما شاءَ بفضلِ شِيمتي
وإن شِئتهُ يوماً ما أعطاني
 
فلا يسرهُ إن رآني ضاحِكاً
كلَّا ولا يسؤهُ إذا ما أبكاني
 
ولا طرقي لأبوابِ ديارهِ مُجدٍ
ولا مُنجاةِ لأطلالهِ من شاني
 
فكلما زادني غِلظةً في إطرائهِ
وضيَّقَ عليَّ ثنائهُ إلَّا وأعياني
 
حتى ضاقَ الدَّهرُ بي وضِقتُ بهِ
كأنَّنا باندِماجِ الوصفِ مثيلانِ
 
أبوفراس الصميدعي
9 سبتمبر 2023
© 2024 - موقع الشعر