وفاءٌ بالعهد - محمد عبدالمرضي منصور

تقول أنَّك كنتَ تعطيني!
وكان جلَّ تعبك لتُهديني!

وتعيشُ بالأغلالِ وسْط النارِ
وترفع سيفَ الحِمى لتحميني!

تنسى ميثاقَاً كان لي عهدا؟
خُنْتَ الأمانةَ وبالحُزنِ تُدميني

فقلتَ إنَّ العُمرَ أنتِ مُهجتي
وستهِبُ لي روحَكَ لتُحييني

أنسيتَ أنّي الأُمُ لطِفلِكَ
الطُعمُ أصنعُ والفقرُ يحنِيني

كنتُ الرِّداءَ وأنتَ لي سَكْنٌ
وحَملتُ همَّاً كان يضنيني

بكلِ حُلوٍ أُهديْتُكَ الخيرَ
فكُنتُ الثمارَ وأنت تجنيني

كم ضاق الحالُ بي ذَرْعاً
لكنَّ ربِّي كان يكفيني

كم بِتُّ ليلي فاض بي دمعٌ
عمراً وهبتُك الحقَّ بالدِّينِ

أغسلُ ثيابَ الرَّثِ بالأيدي
أُزهِرتُ بيتي والعِطرُ يكسيني

الآن قد ذادَ نفوذٌ وأنتشر
والمالُ فاض، آلذل تجزيني؟

وتقول مالي ولستُ مُكلَّفاً
فلتذهبي فالمالُ يُغنيني

فلتنعم يا أميرُ دون قيدٍ
وأترُك سرايا الشَّرِ تؤذيني

ودَعْ بقايا القلب لي نوراً
فرحمةُ ربِّي سوف تُنسيني

فاليومُ يومٌ بات كالنَّارِ
فكُلُّ الكلامِ صار يشجيني

لا خيرَ في خائن عُهودٍ
حتى النَّدَمْ ما عاد يعنيني

© 2024 - موقع الشعر