رمضان: بان الهلال - الطاهر بلقاسم مهدي

بان الهلالُ فابتسم السماءُ
وجاء الصيام يصحبه الرجاء

شهر الهداية فالقرآن شرّفه
فيه البيان وفيه النور وضّاء

فيه الصلاة تدوم الليل ترْفعُنا
فيه الدعاء وفيه الدمع سَحّاء

فيه بكاء المصلّين تسمعه
خوفا وشوقا فالقلوب صفاء

كتب الصوم على المؤمنين كما
كتب على سابقيهمُ العقلاءُ

لهم الجحيم غُلّقت أبوابها
وللجنان أبواب مفتّحة والسماء

في رمضان يولد الحب والنّدى
والصدقات والهنا والبهاءُ

تحتفي الدنيا بالمجيء وترتدي
حلّة الافراح وتعبق الارجاء

فلا رفث ولا فسوق عندهم
ولا طعام حتى يحين المساء

فرحمة الله للنّاس تشملهم
ومغفرة ومن النار له عُتقاء

وليلة القدر بالإحسان عامرة
وفوق الالف يكسب الحُنفاء

جزاؤهم من الله لا مثيل له
وللصّوم اجر يُعْطَهُ الكرماءُ

ملائكة الرحمن فيها تنزّل
وينزل الروح فيها وتَشْرُف الغبْراءُ

في ليلة تقضى شؤون الخلق كلهم
ويستجلب الخير وتُدفع البأساءُ

بإذن ربك مهرجان ليلتِه
فيها الرجال واطفالهم ونساءُ

فيها الجمال كأنّ الشمس بازغةً
فيها الحنان وفيها الجود سَخّاءُ

فيها العطاء وفيها عفوُ مقتدِر
هو الرحيم ومنه تأخذ الرُّحماءُ

فيها السلام يعم كل عامرة
فيها العظيم عنده طُلقاءُ

وتصبح الدنيا بالأعياد زاهية
لكل شخص في الأعياد زَهاءُ

عيد تلقّى المؤمنون جوائزا
فيه وثواب الصالحين جزاءُ

يا رب ان النّفوس اليك حانية
وللقلوب اليك توسّل ودعاءُ

اخبر نبيّك ان القلب يعشقه
وهوى القلوب رقة وصفاءُ

عليك صلى الله يا علم الهدى
كما صلّت عليك بنتك الزهراء

© 2024 - موقع الشعر