بدعة

لـ حامد حسن معروف، ، في الغزل والوصف، 2

بدعة - حامد حسن معروف

حنانك !! مقلتاكِ تصبّتاني
وبي ظمأ إلى الحدقِ الرواني
 
سكبت بمقلتيك نديّ شعري
فزنبقتاهما مخضلتانِ
 
تمرُّ مواكبُ الرغباتِ ظمأى
وجفنكِ ، متعبُ النظراتِ ، وانِ
 
وتختصرُ الحياةَ بهِ مداها
فتزدحم الدقائق بالثواني
 
أحنُّ إلى الفمِ ، العبقِ ، المندَّى
حنوتُ على الرَّحيقِ ... وما اتقاني
 
أهم برشفِ شعلته .. فأهوي
على عطرٍ ، شهيّ اللثم ، قانِ
 
أحب إلى الحياة من الأماني
وأخلدُ في الزمانِ . من الزمانِ
 
... وللنغمِ المجلجلِ في ضلوعي
وللسرِّ المحجّب عن عياني
 
يضيقُ الكون ، والأجيالُ عنه
فيهزأ بالزمانِ ، وبالمكانِ
 
أطلُّ عليكِ من آفاق رؤيا
تفيضُ على جوانبها الأماني
 
فأجلوها على التّعسين دنيا
ملوَّنة الموارد . والمجاني
 
يرفُّ على خمائلها خيالي
رفيف الذكريات على جناني
 
وحرّقني وذوّبني حنيناً
بها من بدعة الله اثنتانِ
 
تدفقتا على شفتيّ طيباً
والهمتاهما نعمی البیانِ
 
وضرّجتا فمي وحياً .. فرفَّت
بهِ اغرودتان . . ندیتانِ
 
ومرّغتاه بالشَّفقِ المدمی
ورشّفتاه عاطرة المعاني
 
تعلان السَّنى الضاحي .. ويغفو
على البرعومتين النيرانِ
 
أضمهما وبي عطشٌ مذيبٌ
وأرجع . . والصباح على بناني
 
وأنعم .. والضحى وهج خضيل
إذا رفَّت عليَّ ذؤابتانِ
 
منمنمتان . . من لهبٍ ، وعطرٍ
ومن بلج الصباح لميمتانِ
 
أقمتُ بمبعدِ النجوى ، وصحبي
على أعتابِ عزَّته حواني
 
أعب من الغواية . . من ضلالي
من الشفَّة الخضيبة بالأغاني
 
رجعت إليك ، احتقب الخطايا
أحاذرُ من خيالك أن يراني
 
رجعت . . يهزني ندمٌ مريرٌ
تخف اليك بي خطوات جانِ
 
ومن نعمي الغواية أن تنامي
على نغمي ، وهدهدة الحنانِ
 
حملتُ ضلالتي ، وحملتُ نسكي
وعشتُ نجيّ محراب ... وحانِ
© 2024 - موقع الشعر