غِفَاريون سِيمَاُهُمْ فُرَادَى فِي مَدَارِ الْوَقْت - عبد الله جعفر محمد

غِفَاريون سِيمَاُهُمْ فُرَادَى فِي مَدَارِ الْوَقْت
 
لأسامة الخواض مرة أخرى: في مقام (مَشّاؤون في أزياء عرافين)
 
مَشَّاؤُون،
مَاذَا فِي حَقَائِبِهِمْ سِوَى،
بَعْض مِنَ الْأحْلَاَمِ،
وَالدَّمْعِ الَّذِي ماعاد يهطِل
فَوْقَ أرصِفة الْوَدَاعِ
أَوِ الْوُصُولْ
لَا شَيْء فِي يَدِهِمْ
سِوَى التَّذْكَار،
حِينَ الْكَأْس تَكْشِفُ،
زَيْفَ بَهَجْتهِم،
فَيَرْتَجِلُونَ وَقَفَتَهُمْ فَرَادَى
رُبَّمَا تَأْتِي أغَانِيُهُمْ بِبَعْضِ،
تَذَاكرٍ لِلنَّوْمِ،
حِينَ تدُق بَابَ اللَّيْلِ،
أطياف ٌمن الشَّجَنَ الْألِيفِ،
فَيَحْلُمُون،
كَمَا الْبَقِيَّةَ مِنْ رعَاعِ النَّاسِ،
مَشَّاؤُونَ
نَحْوَ جَحِيمِ غَرْبَتِهِمْ،
غِفَاريِون،
مَسَرَاهُمْ نَزِيفُ الخطوِ،
سِيمَاُهُمْ فُرَادَى،
فِي مَدَارِ الْوَقْتِ،
أَوْ فِي الْمَوْتِ،
غَرْبَتِهِمْ صَحَارَى الرَّوْحِ،
تَحْسَبُهُمْ سَرَابَا مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ،
إِنْ ناموا بِحِضْنِ الرّيحِ،
أَوْ عَبَّرُوا بِذَاكِرَةِ الطَّرِيقِ،
بِلَا رفيق أَوْ دَليلْ
© 2024 - موقع الشعر