مواطن للايجار - صالح مهدي عباس المنديل

مواطن للأيجار
صنعاء ١٩٩٣
 
فلنرحل عن القرية الظالم اهلها
 
نحن مهاجرين
وكل يوم للمهاجر دار
مواطنين اعراب بلا وطن
و كيف بالهوان عار
ابدا يبقى المهاجر
بلا دار او قرار
نخلة اقتلعت من الجذور
او شائت من مواطنها الفرار
هل من وطن يشتري مواطن
و لو عبر البحار
نبقى مهاجرين غرباء
لا بد يوم للمهاجر ان يجار
ارض السواد تلد الرجال
و غيرها يجني الثمار
:::
رحى تدور في العراق
تطحن الحجر
ثفالها الرجال
لاجئين في الوهاد والجبال
تديرها يد القدر
رحى تدور في العراق
تديرها يد العمائم و الغجر
و تلفظ الرجال
ذوي العلم و اصحاب الفكر
 
 
::::
بلا ارادة اتقن الأعراب
فن الأنتحار
الآخر مخطأ بلا نقاش
و اعتبار
الآخر زنديق
و قائدنا ابو الأحرار
احدنا هو العلامة النطاسي
لا جدال ولا خيار
كم من مصيبة ينسبها الرجال
للقضاء و القدر
::
مهاجر، مواطن للأيجار
هل من وطن واليه
السبيل يصار
بغت علينا حكومتنا
و العسكر الجرار
ارض الجزيرة و نجد و ظفار
لا تجيرنا
ليس لها مسار
هكذا عهر السياسة
و الفجار
العربي في ارض العروبة
يذل لا يجار :::
::::
هربوا من بطش
حاكم جزار
او قسوة الطوائف الأشرار
عسى ان يجيرهم
وطن خلف الصحاري و البحار
خلف البحار
هناك سادة ابرار
على حق الحياة و الحرية اغيار
او هكذا تنبأنا الأخبار
:؛؛
يبقى المهاجر يطوف في
المدائن و الديار
كل يوم له دار
أو ليس فيها له دار
نبقى مهاجرين ما دامت
بلادنا في ظلام و اندثار
في حروب و نزاع
او حصار
انا حر بين صنعا و ذمار
لن استبدلها بخوف
ولو كانت قفار
و ابقى فتى صعب المراس
و أن ثقل القرار
غداً يمضي شتاء البرد
و يهمي الغيث في مطلع الربيع
في آذار
:::
ما معنى الحدود
و جوازات السفر
الله خلف في ارضه
ابناء ادم البشر
لم يرسم الحدود
و ما قسّم و لا شطر
كيف بتنا في سجن
كبير و مؤطر
و هل خلق الأنسان
عبدٌ و يُأسر
بل ضغائن الرجال
و اطماع البشر
:::
تمر العقود و القرون
والعيش في العراق عسر ثم عسر
ولا يسر
يسومنا العذاب كل افاك قذر
قسوة و حشية و السؤ و الغدر
وداعا للقيم
وداعاً للمروؤة
و الخلق الرفيعة كل عام تندثر
© 2024 - موقع الشعر