آه يا أمي

لـ مروان القصار، ، في العائلي والاجتماعي، آخر تحديث

آه يا أمي - مروان القصار

آه يا أمي ..
ماذا أخبرك ... عن حالنا
و عن حال الدار
و عن حال شجرة الليمون
و الورد مع هذه الأمطار
آه .. يا أمي
لم يعد وردنا
يهنأ بالماء
كما كان يهنأ
من يديكِ
حتى و إن صببنا فوقه أنهار
لم يعد يفرح به
كما كان
فقد صار يتمنى
أن لا يطول الربيع
كي لا يطيل البقاء
و ماء الدار ..
لم يعد يروينا نحن أيضا كما البكاء
و غيابك يا أمي
زرع بيننا الجفاء
لم يعد يجمعنا
إلا سماء واحدة
رحم الله
أيام صينية الأكل
التي كانت تجمعنا
.. على الفطور
...و الغداء
...و العشاء
و أبريق الماء
الساكن في كتبية الشباك
الذي كنا نشرب منه بدون إناء
ما أجمل
المطر هذه السنة
و ما أجمل الليالي
التي كانت
بجانبك في الشتاء
بعدك يا أمي
لم تعد الحياة حياة
و لم يعد الماء
يروينا في أي مكان
فرقتنا السنين
... و مزقتنا الأيام
بين الأحلام و الذكريات
و هيهات أن يرجع الزمان
ليتك ..
يا أمي تعودي
ليوم واحد
لتشتمينا
أو لتضربينا
و تغصبينا على الأكل
معاً كالصبيان
كل الحيطان الأن
تبكي على فراقك
و عريشة الدار
كل عام تضعف
و صارت
تكثر من البكاء
و تكثر
من النوم باكرا
و أصبحت تفزع بأحلامها
و تشعر بأنها تعيش بالصحراء
كانت سابقاً تطيل السهر
لتسمع صوت غنائك
و لا تحب سماع
قصص الليل إلا منك
و هي بغاية الأسترخاء
تعبت حوارة الدار
يا أمي
و صارت تتساقط حزناً و مللاً
و يطيرها الهواء هنا و هنا
فهل ..
ليديك عودة لتحييها
و هل تعودين
ليتوقف الورد
عن البكاء
... مروان .
© 2024 - موقع الشعر