العباس بن عبد المطلب - محفوظ فرج

العباس بن عبد المطلب ( رضي الله عنه )
—————————————————

لقدْ حازَ في الحالينِ من عمرِهِ خَيرا
أبو الفضل عباسٌ من الله قد أثرى

بإسلامِهِ بعد المجاهدِ حمزة(١)
ونالَ بفضلِ اللهِ في قومِهِ قَدْرا

عمارةُ بيتِ اللهِ قدْ أوكلتْ لهُ
فكانَ وَفِيّاً في أمانَتِهِ حُرّا

سقايةُ بيتِ اللهِ والحاجِ مُكْرَماً
تَعَهّدَها إذ طابَ في واجبٍ ذِكْرا (٢)

لهُ مسكنٌ في جَنّةِ الخُلدِ مُؤمِنٌ
تَنَعَّمَ ما بينَ الخليلينِ قدْ بَرّا

عليهِ صلاةُ الله أحمدُ بَينَهُ
وَسيِّدنا ابراهيم حازَ العلى فَخْرا(٣)

أبا الحبرِ عبدالله قدْ ظَلَّ ثابتاً
بيوم حنينٍ حينما الجيشُ قد فَرّا

مع المصطفى باقٍ يجاهدُ باسلاً
يذودُ بإ قدامٍ وقدْ بَلَغَ النصرا (٤)

لذلِكَ حُبُّ المصطفى ظلَّ راسِخاً
توارثه الأحفاد في وسمه جَرّا

حياتُهُمُ ترديدُ صلّوا وَسَلِّموا
على سَيَّدِ الأكوانِ خيرِ الورى طُرّا

وَحُقَّ لآلِ البيتِ حُبٌّ مُؤَثَّلٌ
يُتَرجِمُهُ فعلٌ وقولٌ لهم قرّا

تَمسُّكُهُمْ في سُنَّةِ نَبَوِيَّةٍ
تَوَجَّبَ أنْ تبقى لهمْ مَنْهَجاً غَرّا

فكانوا جنوداً طَبَّقوا الأرضً فِطنةً
وَهَدْياً لِدينِ اللهِ قد أنفقوا العُمرا

وكانَ لأصحابِ الرسولِ مكانةٌ
عليهمْ سلامُ اللهِ ما سجدوا فَجْرا

د. محفوظ فرج
١- العباس بن عبدالمطلب (رضي الله عنه ) هو الثاني ممن دخل الاسلام من أعمام الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) بعد الحمزة ( رضي الله عنه )

٢- كان العباس في الجاهلية رئيسًا وسيدًا في قريش وله عمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية والاسلام
٣-- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اتَّخَذَنِي خَلِيلا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا، وَمَنْزِلِي وَمَنْزِلُ إِبْرَاهِيمَ فِي الْجَنَّةِ تُجَاهَيْنِ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ خَلِيلَيْنِ ) كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، علي المتقي الهندي ٦ / ١٠ وقد أخرجه ابن ماجة

٤- غزوة حنين في العاشر من شوال من العام الثامن للهجرة ، ولضراوة المعركة فر الناس منها وثبت مع النبي عمه العباس بن عبد المطلب
© 2024 - موقع الشعر